أخي الحبيب البدر الإخوه الأعزاء أحببت أن اضيف على ما ذكرتموه فما وجدت أفضل من
جزء من محاضره لشيخنا الفاضل / محمد المنجد بعنوان ( تصفية النفوس من الأحقاد) وإن كان فيها شيء من الإطاله ولكنه فيها فائده بحول الله وقدرته
نقاء قلوب الرعيل الأول
تأمل كيف أثنى الله على المهاجرين والأنصار ومن اتبعهم بإحسان قال الله عز وجل: لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحشر:8] هذا الفيء لمن؟ للفقراء المهاجرين الذين أصابهم ما أصابهم في سبيل الله وصبروا أولئك هم الصادقون وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ [الحشر:9] ما هي الدار؟ المدينة، من الذي تبوأها قبل المهاجرين؟ الأنصار وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا [الحشر:9] لا يجد الأنصار في صدورهم حقداً ولا حسداً على المهاجرين من الفضل الذي أوتيه المهاجرون، فإن المهاجرين أفضل، لكن الأنصار ما حسدوهم على هذه الأفضلية: وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر:9] والذين جاءوا من بعدهم وساروا على هديهم، الذين جاءوا من بعدهم هم التابعون بإحسان: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ [الحشر:10] وهنا يأتي الشاهد الآن: وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا [الحشر:10] هذا من دعاء التابعين بإحسان، نسأل الله أن يجعلنا منهم (وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا [الحشر:10] لا تجعل في قلوبنا بغضاء ولا حقداً ولا حسداً ولا غلاً للذين آمنوا: رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10].
علو أخلاق الأنبياء
ولقد ضرب يوسف عليه السلام مثلاً عالياً جداً في رفض الحقد من نفسه، تصور وتأمل فيما فعل مما فيه دلالة على عظم خلقه ومنزلته نبوته، لقد ظلمه إخوانه ظلماً بيناً عظيماً، حقدوا عليه فماذا فعلوا به؟ حسدوه على عظم المنزلة من أبيه، ظلموه ظلماً عظيماً، أخذوه من بين أبيه وأمه، وأغلظوا له واجتمعوا حوله في العراء لم يردعهم صغر سنه، ولا الغربة والوحشة التي سيكون فيها، ولا توصية أبيهم لهم، حرموه من أبيه وأمه وأخيه الأصغر وألقوه في غيابة الجب في ظلامته ووحدته ووحشته بلا أنيس، على شفا هلكة، يصرخ ولا يجاب، ما في قلوبهم رحمة في تلك اللحظات، وكانوا سبباً في بيعه واستعباده، صار عبداً ذليلاً وقد كان حراً عند أبيه:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند
وليس من اليسير على النفس أن تنتقل من حال الحرية إلى حال الذل والعبودية، ولكن ألقوه في غيابة الجب، وصاروا سبباً في بيعه في سوق مصر -سوق النخاسة- واشتري عبداً ذليلاً، ثم كانت هذه الغربة سبباً في ابتلائه ووقوعه في السجن؛ لأنه لما وقع في قوم لا يعرفون قدره كادوا له وسجنوه، والمسألة كلها متسلسلة؛ هذه الأذية من الأذية الأولى وهي إلقاء إخوته له في الجب، لما حسدوه حقدوا عليه وفعلوا ما فعلوا، هذه الأفعال في الشخص العادي ماذا تورث؟ المتوقع أن تورث الحقد الأسود الدفين عليهم، لكن نفس النبي تأبى هذا، والقلب الصافي لا يمكن أن يحقد، ولذلك لما قدر عليهم سامحهم، والمتوقع الآن إنزال أقصى درجات العقوبة بهؤلاء، ولكنه لما قدر عليهم قال لهم: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [يوسف:92] هذه أخلاق الأنبياء. فإذاً: عندما تتوالى دواعي الحقد في نفس الإنسان ويظلم من أقرب الناس إليه، ثم لا يحقد، معناها أنه صاحب دين وإيمان. وسلامة الصدر يا عباد الله! مسألة عظيمة فضلها كبير، وإليكم بعض ما ورد من الأحاديث في مسألة سلامة الصدر: روى ابن ماجة من حديث عبد الله بن عمرو قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب) مخموم القلب: يقال: خممت الشيء إذا كنسته، وخممت البيت إذا كنسته، مخموم القلب أي أنه يزيل ما علق بقلبه أول بأول، مثلما تكنس البيت وتزيل ما به من النجاسات والقاذورات. (كل مخموم القلب، صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد) حديث صحيح. وفي رواية: (خير الناس ذو القلب المخموم الذي يَود ويُود، واللسان الصدوق، قيل وما هو؟ قال: التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد، قيل: فمن على أثره؟ قال: الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة، قيل: فمن على أثره؟ قال: مؤمن في خلق حسن) أعلى الدرجات القلب المخموم الذي لا غل فيه ولا حسد.
عظم أجر العبد النقي القلب
وقد بلغ رجل من الصحابة أن يكون مبشراً بالجنة وهو في الدنيا بسبب هذه الخصلة وهي سلامة الصدر، في هذه القصة العظيمة التي رواها الإمام أحمد وغيره رحمه الله وهو حديث صحيح، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنا جلوساً مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال له: إني لاحيت أبي -أي: خاصمت أبي- فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت، قال: نعم، قال أنس راوي الحديث: وكان عبد الله -أي ابن عمرو - يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئاً، غير أنه إذا تعارَّ -استيقظ أثناء الليل- وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً فلما مضت الثلاث ليالي وكدت أن أحتقر عمله قلت: يا عبد الله! إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر) أي: أني لم أخاصم أبي، ولا لاحيت أبي، وهنا إما أن يكون عبد الله بن عمرو استخدم التورية، أو أنه كذب لتعلم مصلحة شيء، والكذبة ليس فيها ضرر على أحد، المهم لها تخريج. قال: (يا عبد الله إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا ثلاث مرار: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فكنت أنت في المرات الثلاث، فأردت أن آوي إليك لكي أنظر ما عملك فأقتدي به، فلم أرك تعمل كثير عمل). أي: أنا بصراحة ما رأيت منك زيادة، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال الرجل: قيل إنه سعد بن مالك الأنصاري في رواية في سندها ضعف، فقال الرجل: (ما هو إلا ما رأيت، فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه، فقال عبد الله بن عمرو بن العاص : هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق). هذه الخصلة التي جعلتك مبشراً بالجنة وأنت في الدنيا ونحن ما نطيق مثل هذا، إذاً رجل لا يبيت إلا وصدره سليم للمسلمين، ما عنده غش ولا حقد على أحد، ولا حسد لأحد من المسلمين.
سلامة صدور الصحابة رغم نزاعاتهم الدنيوية
وبقية صحابة النبي عليه الصلاة والسلام مهما حصل بينهم من خلاف كانوا إلى المصافاة مسارعين، وإلى الأخوة وعودتها إليهم كانوا مبتغين، قال علي رضي الله عنه: [إني لأرجو أن أكون أنا و عثمان ممن قال الله تعالى فيهم: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ [الحجر:47]]. وفي رواية: دخل عمران بن طلحة بن عبيد الله على علي ، معلوم أن طلحة خرج في الجمل ضد علي ، الصحابة اجتهدوا في فتنة نمسك ألسنتنا عنها، بعدما فرغ من أصحاب الجمل دخل ابن طلحة على علي ، فرحب به، يقول علي لـعمران بن طلحة : [إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك من الذين قال الله: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ [الحجر:47]]. وجاء ابن جرموز قاتل الزبير يستأذن على علي رضي الله عنه فحجبه طويلاً، فكان ابن جرموز يحتج: أما أهل البلاء فتجفوهم، فقال علي : بفيك التراب، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (بشر قاتل ابن صفية بالنار) فـابن جرموز قتل الزبير ، مع أن الزبير اعتزل وخرج ما رضي أن يشترك في المعركة، لكن هذا عمد إليه فقتله، فـالزبير بن العوام حواري النبي صلى الله عليه وسلم قال علي لـابن جرموز : [بفيك التراب، إني لأرجو أن أكون أنا و طلحة و الزبير ممن قال الله: (( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ))]. هذه بعض الروايات التي ساقها ابن جرير بأسانيده رحمه الله وفي بعضها انقطاع، والشاهد العام منها يشهد بعضهم لبعض أن علياً رضي الله عنه كان يقول: [إني لأرجو أن أكون أنا و عثمان و طلحة و الزبير ممن قال الله فيهم: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ] مهما حصل بينهم من خلاف فكانوا يفيئون ويرجعون. وهذا مثل آخر ساقه الذهبي في سير أعلام النبلاء قال زيد بن أسلم : [دخل على أبي دجانة وهو مريض وكان وجهه يتهلل، فقيل له: مال وجهك يتهلل؟ فقال: ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني -والأخرى- وكان قلبي للمسلمين سليماً]. ودرج على هذا الأئمة الأعلام والعلماء العاملون، والصلحاء والأخيار من هذه الأمة، يطهرون قلوبهم من كل حقد وحسد، ولا يجعلون له موضعاً في نفوسهم، مهما حصل فكانوا يسامحون ويغفرون، وهذا مثل من المتأخرين:
الشيرازي وإحسان ظنه بالمسلمين
قال الذهبي رحمه الله في ترجمة الإمام القدوة المجتهد أبي إسحاق الشيرازي قال: وقيل: إن أبا إسحاق نزع عمامته وكانت بعشرين ديناراً -عمامة نفيسة- وتوضأ في دجلة فجاء لص فأخذها وترك عمامة رديئة بدلاً منها فطلع الشيخ فلبسها وما شعر، حتى سألوه وهو يدرس -أي أنهم أشعروه- فقال بكل بساطة: لعل الذي أخذها محتاج. ولأن الجنة لا يصلح أن يدخلها إلا من كان قلبه سليماً نظيفاً تماماً، فإن الله لا يدخل أهل الجنة الجنة إلا بعد أن ينقوا ويهذبوا وتكون صدورهم سليمة، كما قال الله عز وجل: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ [الأعراف:43] وفي آية أخرى: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ [الحجر:47] وذكرنا الآية التي فيها دعاء المؤمنين: وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا [الحشر:10]. يقول عليه الصلاة والسلام مبيناً صفة أهل الجنة: (أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على إثرهم كأشد كوكب دري في السماء إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض ولا تحاسد) أهل الجنة إذاً أيها الإخوة لا اختلاف بينهم ولا تباغض ولا تحاسد، هذا الحديث في الصحيحين وغيرهما. لو واحد قال: هل يمكن ألا يقع بين إنسان مسلم وأخيه أي نوع من أنواع الخصام؟ هذا يؤذيك بكلمة، وهذا يجرحك بتصرف، والإنسان نفسه حساسة تتأثر، نحن بشر نقول: نعم، هذا لا يمكن في الواقع، نعم نحن مطالبون ألا نغضب وأن نكظم الغيظ: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران:134] لكن لا يستطيع الإنسان في الحقيقة ألا يحزن ولا يغضب من أي تصرف مهما حصل من أي واحد، لا يمكن، بل إن الصحابة رضوان الله عليهم كان بعضهم يجد على أخيه في نفسه، وإليك هذا المثل من صحيح البخاري رحمه الله:
عمر يعرض حفصة للزواج
لما تأيمت حفصة من زوجها بـالمدينة، قال عمر بن الخطاب: أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة ، طبعاً هذا من عادة المجتمع الأول في بساطته ونظافته وسعيهم للعفاف، أن كان الرجل يعرض بنته على من يراه مناسباً، ليس عيباً أبداً وليس فيها شيء مطلقاً، بخلاف حساسية الناس اليوم، يقولون: عيب أن تعرض أختك أو ابنتك على واحد صالح، ويقولون: هل هذه البنت يعني قطعة قماش أو سيارة تعرضها أو سلعة، والحقيقة أنهم لا يفهمون ولا يعقلون. قال: فعرضت عليه حفصة، فقال: سأنظر في أمري، يفكر، فلبثت ليالي ثم لقيني فقال عثمان : قد بدا لي ألا أتزوج يومي هذا، وعمر لا يقول تعال أريد واحد غير متزوج، لا، هو يعرض ابنته على رجل دين فقط، عثمان متزوج قبلها، قال عمر : فلقيت أبا بكر الصديق فقلت إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر ، فصمت أبو بكر ، فلم يرجع إلي شيئاً، قال عمر -وهذا هو الشاهد- وكنت أوجد عليه مني على عثمان ، لأنه لا اعتذر ولا وافق هذه القصة لها تتمة مهمة، سوف نذكرها بعد قليل إن شاء الله. لكن الشاهد: أن الصحابة كان يحصل بينهم مواقف، يجد الإنسان فيها على أخيه، لكن ما ينام إلا ونفسه طيبة، لا يدوم غضب الإنسان على أخيه، سرعان ما يفيئون ويتغافرون. فإذاًَ أيها الإخوة، يصعب أن نقول: لا يمكن لإنسان أن يغضب من تصرف أخيه أبداً، هذا شيء غير واقعي، ومهما حاولت فلا بد أن تفاجئ يوماً من الأيام بتصرف يغضبك، أو كلمة تجرحك.
إنتهي كلام الشيخ