إن الله أباح لعباده كل نافع وحرم عليهم كل ضار حماية لهم حتى حمى المرء نفسه قال تعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) وقال ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) وقد حث على الطيبات لما لها من أثر على الصحة والسلوك ونهى عن الخبائث لما لها من أثر عكسي على الصحة والسلوك ، ألا وإن من الخبائث التي ابتلي بها بعض الناس ويظنون أنها من الأمور الهينة هي ظاهرة التدخين سواء الدخان أو الشيشة أو المعسل فابتلي بها الكبار والصغار والأغنياء والفقراء حتى النساء لم يسلم بعضهن من ذلك الداء حتى أصبح الشاربون له يضايقون الناس في مجالسهم وطرقهم دون حياء وخجل ومع ذلك يقول أنا حر وينسى أن الحرية ليست في إيذاء الناس وكان كما في الحديث ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) .
إن شرب الدخان حارق للبدن والدين والمال والمجتمع ، وضرره يضعف القلب ويسبب مرض السرطان والسل ويضعف العقل ويسبب الصداع ويقلل شهوة الطعام ويفسد الذوق والمزاج حتى شهوة النكاح ويشوه الوجه والأسنان وهو يشتمل على مادة النكوتين السامة لذلك يسبب الأرق والقلق والكآبة ويوهن الذاكرة ويظهر التعب وغيرها من الآثار فهو بذلك يؤدي إلى الهلاك البطيء والحديث يقول ( ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ) .
ومن أضراره في الدين أن المدخن تراه مبتعدا عن أماكن العبادة من ذكر وغيرها لأنه يريد مقارفة الشرب لهذا الخبيث ، بل أنه سبب موصل إلى المخدرات .
ومن أضراره على المال مالا يجهله الناس فكل من يتعاطاه يرى ما يذهب من المال في ذلك فإن المدخن يشتري المرض لنفسه وبيده .
أما المجتمع فإن المدخن لا يراعي للناس حق فإنه ينفث سمومه في وجوههم ويخنق أنفاسهم بل يضايق زوجه وأولاده حتى بعض المصلين لا يترك السيجارة إلا عند باب المسجد فيؤذي المصلين والملائكة .
والتدخين يستنزف ثروة الأمة ويضعها في أيدي أعدائها وهم اليهود والنصارى ثم تكون حربا على المسلمين،
من هذا نرى أن التدخين سفه وإضاعة للنفس والمال وضرر في المجتمعات لذلك وضعت الدول الكافرة الجزاءات الطائلة على المدخنين في الأماكن العامة ونحن ديننا يحث على كل فضيلة وينهى عن كل رذيلة ومع ذلك نصر على التدخين وهذا من عدم التوفيق للخير .
مع أنك لو سألت مدخن عن فائدة للتدخين قال لا يوجد ولكنه بلاء ومع ذلك يستمر في غيه وتعنته والضرر بنفسه وأهله دون مبالاة .
ولقد أصبحت المملكة هذا البلد الأمين تعاني من الشاربين وآثارهم فينفق على التدخين وآثاره في المملكة 14 مليار ريال وهذه ميزانية عظيمة تذهب للأعداء .
أخيرا يامن أبتلي بهذا الداء عليك التوبه والخوف من الله أن تلافي الله غدا وأنت على المعصية ويسألك عن صحتك ومالك فكيف جوابك بين يدي الله .
وإليك هذا الخبر التقت مجلة غربية بصاحب شركة مالبوروا فسالته الأسئلة التالية :
1 ـ هل تدخن ؟ أجاب ( لا ) .
2 ـ لماذا لا تدخن ؟ فأجاب لأن الدخان مضر بالصحة .
3 ـ لماذا إذا تبيعه على الناس ؟ فأجاب المسألة بزنس ( أي المال ) .
فكن على بصيرة لما يراد لك من أعدائك .
__________________
دع الأيام تفعل مـا تشـــاء وطب نفسا إذاحكم القضاء
ولا تجزع لحــادثة الليـالي فما لحوادث الدنيـا بقــاء
***
وكنرجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفـاء