مجتمعنا والعنف الأسري ... بين الواقع والظاهرة !

يجب معالجة العنف الأسري قبل أن يصبح ظاهرة

لا أعتقد أن العنف الأسري يصل إلى حد الظاهرة في مجتمعنا، إلا أنه يمثل واقعاً معاشاً يتفاوت من مكان إلى آخر، لأسباب مختلفة منها ما يمكن نسبته إلى الثقافة المجتمعية من العادات والتقاليد التي ظل يتربى عليها الأبناء والبنات الذين يشكلون الأجيال المتعاقبة وبالتالي تنتقل معهم تلك التقاليد والعادات، مع التجذير الخاطئ للنص القرآني الكريم في ضرب النساء حال نشوزهن وجعله حلاً أول لتلك المشكلة التي يجهل تفسيرها الكثير، ولغيرها من الأمور الحياتية داخل الأسرة، واعتباره أداة لتوصيل المفهوم الحسي للقوامة، ومن الأسباب أيضاً عدم القدرة على التكيف مع المؤثرات الحياتية التي تعصف بالأسرة فيكون العنف والضرب أحد وسائله بمثابة الكابت العملي لمزيد من الإنفاق اليومي، ومدارة للقصور في أسلوب التحاور بين الزوجين، بخلاف الشك، والغيرة، والبحث عن النشوة، وتعويض عن الشعور بالنقص، والعدوانية التي يعاني منها البعض مع عدم إغفال أن العنف هنا في ظاهره ذكوري، إلا أن المرأة تمارس الضرب وبطرائق أخرى لا يجيدها سواها، كاستعداء الرجل لينوب عنها بفعل الضرب، وتفعيل الكيد للضرب بغير سوط أو عقال!

وما يُنشر عبر الصحف من أنواع العنف الأسري التي تبدأ بالضرب وهو الشائع وتنتهي بإزهاق روح بغير حق، أو عاهات دائمة وإصابات تخلف ندوباً وآثاراً لا تقتصر على الجسد. يتطلب تدخلاً رسمياً، وحراكاً ثقافياً، وإعلامياً، إذا لا يليق بمجتمع مسلم يتعبد الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة والحسنة من حيث لا إكراه في الدين، ينقلب إلى موروث جعل من سلوك النبي العظيم في التعامل مع زوجاته ونساء المؤمنين ومن سار على منهاجه القدوة الحسنة، للترويح الوعظي، والترفيه المنبري، وصدمة سلبية لغير المسلمين، ومادة خصبة لرواية لا تنتهي عن حقوق الإنسان يُفترض أنه هو المنافح والمتخلق بها، والأولى بتطبيقها لأنها من صلب عقيدته.

أيضاً جانب التنوير يكاد يكون متأخراً كثيراً عن حركة الحياة في هذا الموضوع الحياتي المهم إلا من محاولات اتخذت من نقل العلاقات الإنسانية منفذاً لنقد المجتمع وتصويره على أنه غريزي، أو لا يريد أن يفهم، والاكتفاء بمطالب من البعض بين فينة وأخرى لتوصيف العقوبات التي يجب أن تطبق في وقائع العنف الأسري وفي غيرها من القضايا والمشاكل التي يوكل للقاضي الاجتهاد في الحكم فيها، وموالاة التأسيس للعلاقة الأسرية من خلال الكتاب المدرسي، والشريط الوعظي، والوسيلة الإعلامية فالعنف يولد العنف، ومن الخير أن تصبح رسالة مجتمعنا أخلاقية مكتوبة يقرأها الجميع، قبل أن تتلقفنا لغة الجسد بمورثات الانتحار الأخلاقي.

نشر في جريدة الجزيرة اليوم الأربعاء الموافق 2/11/1430هـ
على الرابط التالي :
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
مؤملاً أن أكون قد وفقت في طرح هذا الموضوع الشائك ، والله المستعان .

مشكوور يا ابو الطيب على طرح مثل هالمواضيع التي يجب مناقشتها

المفروض ان الرجل لا يضرب المرأه ،، ولا للمرأه ان تستفز الرجل..لو طبقت القاعده هذه عاش الناس مرتاااااحين..




وجهت نظر لا غير..

الحمد لله تعالى الأمر لازال في متناول الحد من تناميه بين أفراد المجتمع ، وماينشر في الجرائد من أخبار العنف الأسري وقصص هروب الأبناء والزوجات وتخلي الأزواج عن مسؤولياتهم يتطلب جهوداً كبيرة رسمية وشعبية ووعظية ، ومالايدرك كله لايترك جله ، وبالله التوفيق .

وتشكر يا عبدالله مطالعتك وتعليقك .

كما للحيوان حقوق !

فـ ايضاً للإنسان حقوق..

فـ يجب ان لايهمل من يعاني هذه المشكله..

بما ان الحلول ممكنه..

شكراً لك [ ابوالطيب ] على طرح هذا الموضوع..

ودمت..

.

.

×

هي ليست ظاهرة وانما واقع نعيشه بشكل يومي ونجد حالات تتعرض للعنف بحسب الاحصاءات المعلنه في الصحف
( وماخفي كان اعظم )، والمتعارف عليه لدى مجتمعنا العربي بشكل عام ان الطرف الاساسي في تلك الجريمه هو الرجل بينما توجد حالات قليله تكون المرأة هي المتسببه في العنف سواء ضد الزوج او حتى الأبناء...
لو نظرنا لمسببات العنف الاسري،و دعونا نأخذ على سبيل المثال العنف ضد الزوجه...
تجد ان الزوج لايصل الى استخدام العنف ضد زوجته الا بعد تراكمات نفسيه خلال فترة حياته معها بعد ان قام بالارتباط بها دون ان يكون هناك اتفاق بينهما في بداية حياتهم الزوجيه...
وقبل ذلك دور الاسرة التي عاش بينها، فقد يكون قد تعرض هو للعنف في صغرة...

ان اختلاف التربيه بين الجيل القديم والجيل الحديث افرز لدينا اشخاص بلا هوية في التعامل مع الاخرين...

الحل؟؟... لن يكون هناك حل ما دام ان الرجل والمرأة بعيدين عن التفكير الواعي والتصرف السريع لحل المشاكل بشكل ودي بعيداً عن استخدام الالفاظ السيئة واستخدام الايدي او حتى التعرض لمن هو في سن اقل كالأبناء والبنات الصغار...
فالعنف هو مثل باب يدخل منه الرجل والمرأة فكل من يدخل ولا يغلق الباب من خلفه تجد ان عدد الداخلين من ذلك الباب يزداد...
فهل تعتقد ان باب العنف سيقفل؟؟؟
يعطيك العافيه ابو الطيب على المقال واعتذر شديد الاعتذار على الاطاله في الرد ولكن مقالك الرائع جعلني اكتب وانسى اني اطلت
مع وجود المزيد...

>>. العنف الأسري ...هذي موو رجوله ؟؟

العنف عمره ما كان تعامل إنساني ..

ابو الطيب

موضوع راائع

العنف الأسري مرفوض بكل صورة ومن جميع الأطراف ،، صحيح هناك مشاكل في بعض الأسر تفقع القلب وترفع الضغط وهذا العنف أحد إفرازاتها ولكن ينبغي التحكم في العواطف بقدر الاستطاعة ومعالجة الوضع بالحكمة سواء من الرجل أو المرأة لأن التفكير ينصرف إلى أن الرجل هو المتسلط دائماً وهذا غير صحيح فبعض النساء متسلطات على الزوج ويعاني منها الأمرين ! وقد أخبرني أحد الإخوة أن إحدى النساء كانت تضرب زوجها وأحياناً يهرب منها إلى الشارع فتلحق به وتعطيه العلقة في الشارع إلا أن يجد من يفرع عنه من المارة!!!

المكرمة أجوان
للأسف يتشدق عالمنا العربي بحقوق الحيوان كثيراً ، ألا ترين تلك المحميات كيف تحمى بالحراس والطائرات والدوريات ، بينما المحازة الوحيدة التي يصطاد فيها دون عقاب رادع محازة الإنسان ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

المكرم أبا يارا ... إضافتك الرائعة مما يثري الموضوع ، ولك أن تكتب بما يمليه عليك ضميرك في هذا الموضوع وغيره ... وماتفضلت به طلة قشيبة .

المكرمة أحاسيس مبعثرة ... فعلاً كما تفضلت ليس من الرجولة في تعريفها العام النقي ، إلا أنه من الرجولة في عرف المجتمع المتناقض ، ولدى الذين يعانون من ازدواج الشخصية .

تسلم يا أبا عمر على تفضلك بالتعليق وموالات متابعة مايطرح في المنتدى أعانك الله تعالى .
وكما تفضلت هناك استفزاز تخلفه تلك المشاكل التي تحدث داخل الأسرة ثم تنتشر كسرعة احتراق الغابات في استراليا أيام الصيف ، ولأننا مجتمع مسلم عليه أن يتسامى إلى مايحثنا عليه ديننا العظيم وتفخر به مكارم أخلاقنا يجب ألا تنتهي مشاكلنا إلى تلك النهايات المخجلة أو على الأقل الحد منها .

العنف الاسري اصبح ظاهر في العالم العربي وهو مرفوض بشتى صوره واشكاله
يعطيك العافيه على الطرح

لقد حرصت على أن أصف العنف الأسري في مجتمعنا بما لا يقلل من قيمته ، وهي دعوة متواضعة للتعامل مع موضوع شائك ، والأخذ بأسباب معالجته قبل أن يصبح ظاهرة حقيقية !

ومشكورة يا أم راكان .

ابو الطيب ياااااا طيب ! مجتمعنا طيب جداً صدقني ونحن في نعمة لأنه اصبحنا مدركين عواقب تلك التصرفات التي بعيدة عن عادتنا وقيمنا واخلاقنا ...والحمد لله نحن في افضل حال من غيرنا عدا القليل القلة الذين ما زالوا يتعاملون بطريقة بدائية ولا نقول بدوية ...كفاية انك تنام مرتاح البال ...مو مثل البلدان الاخرى ما تذوق طعم الراحة فيها ودائماً خائف من حولك .. وثق تماماً ان ماتراه من صور اجتماعية مثل ما ذكرت من المؤكد انها رادع لبعض الأخطاء التي تحتاج للعقاب و العصى لمن عصا ....