فهل ترك الجمال له صوابا !؟
[align=right:c13b1fef9e]فهد عامر الأحمدي[/align:c13b1fef9e]
[align=right:c13b1fef9e]قبل فترة قرأت دراسة تثبت أننا - نحن الرجال - مرضى بالحسن والجمال.. فقد اتضح أن رؤيتنا للوجه النسائي الجميل (والجميل فقط) يفرز في أدمغتنا مخدرين طبيعيين الأول يدعى اندروفين والثاني سيروتونين.. والاندروفين هرمون يفرزه الدماغ في أحوال كثيرة لبعث الشعور بالراحة والاسترخاء، أما السيروتونين فله مفعول إدماني لذيذ ويدعى "هرمون السعادة" لأن انطلاقه في الدماغ يسبب شعورا بالسعادة والانشراح (وهو موجود أيضا في الشوكولاتة)!!
.. والمشكلة لا تكمن فقط في انطلاق هذين المخدرين، بل في تكرار رؤية (نفس الوجه الجميل) وإفراز هاتين المادتين بشكل متواصل.. وحين يتشبع المخ بهما يصعب على الرجل التفكير بشكل سليم ويجعله يستهين بالعواقب ولا يقدرها بشكل جيد (وهو ما يفسر المراهقة المتأخرة لبعض الرجال وتهور بعض الساسة والمشهورين إكراما للوجه الجميل)..
ورغم حداثة الدراسة (التي ظهرت مؤخرا في جامعة كولون الألمانية) إلا أنها بمثابة تأكيد لظاهرة تاريخية قديمة تتمثل بقدرة الجمال على "اللعب" بعقول الرجال وتدمير مستقبل الحكماء والقادة ورجال الدين.. فجميعنا يعرف أقدم قصة - بهذا الخصوص - حدثت للملكين هاروت وماروت في بابل.. فقد استهانا بجاذبية المرأة فأهبطا إلى الأرض - بعد أن ركبت فيهما شهوات الإنس - وسرعان ماوقعا بامرأة جميله تدعى زهرة.. أيضا جميعنا يعرف أحدث قصة معلنة بهذا الخصوص حيث لعبت مونيكا برأس كلينتون وشغلته عن قيادة أقوى دولة في العالم (كما شغلت مارلين مونرو من قبلها الرئيس المغدور جون كيندى)...
وماحدث لكلينتون وكيندي مجرد نماذج حديثة لحوادث تاريخية قديمة ومعروفة ؛ فبروتوكولات حكماء صهيون تحث على استغلال الفتنة والجمال للتحكم بالساسة والمتنفذين في كل أمة.. وحين نراجع التاريخ نجد أن تأثير الفاتنات اليهوديات امتد الى قياصرة الروس (ايثان والكسندر ونقولا الاول) وملوك فرنسا العظام (لويس الرابع عشر والخامس عشر) وسلاطين الدولة العثمانية (سليم الأول وسليم الثاني) كما لا يغيب عنا دور الفنانة كاميليا في إغواء الملك فاروق (واسمها الحقيقى ليليان كوهين وكانت تعمل بتنسيق مباشر من الوكالة اليهودية العالمية)!
... وهذه النماذج تثبت تأثير الجمال على عقول الرجال وشل قدرتهم على التفكير المتزن (بسبب الإفراز الدائم لهرموني الاندروفين وسيروتونين).. ولكن؛ قبل أن نلوم "المساكين" يجب أن نتذكر أن هذا النوع من الانجذاب له أصل بيولوجي وغريزة طبيعية تحث على الارتباط والإنجاب ؛ فالسؤال الذي شغل الفلاسفة والعلماء طويلا هو: لماذا ينجذب الرجل للمرأة الجميلة بالذات - وما الذي يحكم ويحدد عناصرالجمال أصلا؟
...... وفي السنوات الأخيرة فقط أدرك العلماء أن الجمال يرتبط بالخصوبة وأن الوجة الجميل يعني مستوى أعلى من الهرمون الأنثوي الأوستريجون.. ففي جامعة سانت أندرو (في إيرلندا) عمدت الدكتورة مريام سميث الى جمع صور 56طالبة بين سن ال 18و 24وعرضتها على 30طالبا بغرض تقييمها من حيث الجمال والجاذبية وتناسق الملامح.. وفي نفس الوقت أجرت تحليلا لمستوى هرمون الأوستريجون (المسؤول عن خصوبة المرأة واعطائها الملامح الأنثوية المميزة) فوجدت تطابقا بين مستوى الهرمون المرتفع وجاذبية المرأة في عين الرجل.. ليس هذا فحسب بل اتضح أنه كلما ارتفع مستوى الهرمون الأنثوي تمتعت المرأة بعينين أكبر وفكين أصغر وشفايف ممتلئة وشعر أكثر غزارة - وهي الصفات التي ينجذب اليها الرجال (لسبب غامض لا يفهمونه أنفسهم)!!!
... وهذه الدراسة تضاف الى دراسات كثيرة سابقة تؤكد وجود علاقة بين الخصوبة والقدرة على الإنجاب - من جهة - وبين ما يعتبره الرجال جمالا وجاذبية من جهة أخرى.. أما مسألة إفراز هرموني الاندروفين والسيروتونين فاكتشاف جديد قد يكون الغرض منه حث الرجل على الارتباط ب "الأفضل" وحصر تفكيره بفكرة اللقاء نفسها!!! [/align:c13b1fef9e]
... وبالمناسبة... يبدو أن أمير الشعراء أحمد شوقي أدرك هذه الحقيقة قبل غيره - حيث قال:
سلوا قلبي غداة سلا و ثابا
لعل على الجمال له عتابا
ويسئل في الحوادث ذو صواب
فهل ترك الجمال له صوابا
م ن ق و ل