--------------------------------------------------------------------------------
هي أحداث حقيقة رأيتها وعايشتها في أيام كنت احضر فيها للمقبرة
أما لدفن قريب أو صديق أو والد ووالدة إنسان عزيز أو أيام أزورها لأتذكر أول أيام الأخر
ملاحظة : هذه الأيام ليست متتالية بل حسب ما أتذكر تفاصيلها سأطرحها لكم
اليوم الأول:
في زمن مضى كنت اكتفي بالصلاة على الأموات في الجامع أوفي ساحة الحرم عندما ازور الحرم
ولم أفكر يوما أن اذهب إلى المقبرة للدفن
أتاني اتصال من أخي يبلغني فيه أن خال أبي توفى وعلي إبلاغ أبي للذهاب إلى منزلهم ( الوفاة قبل ساعات فقط )
تحركت لمنزل أبي وأخبرته.. وانتقلنا إلى المنزل والوقت 10ليلاً تم التنسيق مع أبناءه على التواجد صباحا باكرا في المشفى لإنهاء أوراقه واستلام الجثة ونقلها إلى جامع الراجحي في الرياض لتغسيله والصلاة عليه
تم الانتهاء سريعا من الأوراق وطَلب منا الدخول للنظر إلى الجثة والتأكد منها
شعور لا يوصف فهذه أول مره ادخل ثلاجة الأموات وانظر إلى جسد مسجى هناك لايتحرك وبروده لا اعرف كيف أصفها لكم ليست فقط في الثلاجة بل في المكان بالكامل وفي ذلك الجسد الكبير الذي عانى مرض السرطان لسنين
تم التعرف عليه والتوقيع على استلام الجثمان ونقله إلى الجامع لتغسيله
خرج لنا المغسل الداعية إبراهيم الحلوة ( لاعب نادي الرياض سابقا ورئيس مغسلة الأموات في جامع الراجحي بالرياض حاليا )
خرج ليقول لنا مَن مِن أقارب المتوفى سيساعدنا؟؟؟
الكل تفاجأ.. وبعد تردد وافقت إنا واحد أولاده على الدخول وكذلك هذه أول مره ادخل إلى مغسلة الأموات وأيضا اغسل ميتا
يا الله كم هو منظر مهول وامرأ عجيب فهذه الغرفة لو نطقت بما يدور في جنباتها وروت ما تشاهده من صور الموتى لأصمتت كل إنسان انس في الدنيا ونسى الأخر .. كل مغرور بصحته وقوته وظالم لغيره
شرعنا في الغسل بمعية الداعية إبراهيم وعلمنا كيف يتم غسل الميت وما هوالواجب على المغسل تجنب لمسه من جسد الميت وغيرها من الأمور الواجب معرفتها .
كفنا ميتنا ونقلناه إلى مكان الصلاة وبعد الصلاة نقلناه إلى المقبرة بسيارة الجامع
قال لنا السائق من منكم يعرف طريقة إنزال الميت ودفنه ( لم يجبه أحد وطلبنا منه معونتنا في ذلك فلم يتردد جزاه الله خيرا ولا حرمهم جميعا الأجر
نزلت معه واحد أبناء الميت بمعاونة السائق وهنا اجتاحني شعور غريب
يا لله كم هي ضيقة هذه الحفرة !!!!!
وقاسية .... وبارة جدا .... ومظلمة جدا جدا
قليل من نزل لها مقارنة بالكثير الذي لم يرها إلى صورة
حفرة ليست كباقي الحفر
حفرة بعد أن يحث التراب عليها تتسع وتكون عالما آخر فأما روضة من رياض الجنة وأما حفرة من حفر النار والعياذ بالله
بسم الله وعلى ملة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
هكذا السنة وكنت حاملا لرأسه رحمة الله وأنزلته حتى استقر على الأرض ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى.. )) الآية
وسدت رأسه وحللت عقد الكفن ثم قمنا بوضع اللبن عليه ....
يا لله ... خلت نفسي مكانه وماذا عساي أن أقول وأنا أرى فرشي التراب نصف متر لا تزيد ولحافي اللبن والظلمة تعم المكان .... حركت رأسي يمنة ويسره وشرعت في إكمال الأمر على عجل
خرجت من القبر وحثوت التراب 3 مرات عليه وبعدها بدأنا بإهالة التراب جميعا وسمعت هناك من يقول ..... (( أدعو له بالثبات فأنه الآن يسأل((
هنا توقفت عن الدفن ونظرت لمصدر الصوت لأراه رجل ذو لحية طويلة ... واخذ يكرر الجملة والناس تدعوا وأنا معهم
ولكن ما أسرع اللحظات ... !!!!
هذا هو الاختبار الحقيقي ... تذكرت هنا قول عثمان رضي الله عنه ( القبرأول منازل الأخر وما بعده أيسر منه ))
وقبله قول الحبيب صلى الله عليه وسلم ...للقبر ضمه لو نجي منها احد لنجي سعد أبن معاذ
أذا فالفاصل بعد خروج الروح هو حث التراب على الميت
انهينا الدفن واصطف أهل الميت على جنب لتلقي العزاء في فقيدهم وجلست بالقرب من القبر أدعو له وأتفكر في حالي إذا صرت إلى ما صار اليه
مرت الأيام وخلت نفسي نسيت تلك المواقف وكان علي أن اذكرها بالموت فزرت المقبرة مرة أخرى ...
مخرج لليوم الأول…..
1- لكل رجل وشاب ... لا تنتظر فقد قريب لك لتتعلم كيف تتصرف في الغسل والدفن فعليك أن تزور مغسلة الأموات وتطلب منهم تعليمك وكن متعاونا معهم فلكالأجر العظيم أن شاء الله
-2تذكر دائما أن الموت يأتي فجأة فأعمل لذلك اليوم
-3بدع وأمور تقع من بعض الجهلة في المغسلة والمقبرة يجب على كل عارف لها إنكارها ...
أخيرا:
اشكر لكم تصفحكم وانتظرونا مع يوم آخر في ........... يوميا في المقبرة