عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
لم تكن البطاقة الحمراء الثانية التي نالها المهاجم الهلالي ياسر القحطاني في آخر ثلاث مباريات إلا نتيجة طبيعية للضغوط غير العادية التي يتعرض لها قائد المنتخب السعودي في الفترة السابقة وسط عدم دعم من إدارة نادية وتجاهل تام من اللجان الرسمية لما يعانيه قائد المنتخب السعودي منذ أكثر من شهرين.. لتكون النتيجة الهبوط الحاد في مستوى ياسر وتوتره وعجزه عن العودة إلى ماكان عليه في المباريات الماضية .. وفضل الجميع ترك ياسر يحارب لوحده ويطالبونه بالمستحيل حتى غرق في وقت الهلال في أمس الحاجة إليه.. فمن الذي ظلم ياسر؟
دخل قائد المنتخب السعودي ومهاجم نادي الهلال ياسر القحطاني المباريات الأخيرة مع الهلال وسط ظروف نفسية صعبة وضغوط كبيرة فشل في الصمود أمامها فكانت النتيجة انه سيغيب عن مباراة الرد مع الشباب في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال وعن آخر مباراتين للهلال في دوري أبطال آسيا لنيله بطاقتين حمراوين وقرار لجنة الانضباط الآسيوي بإيقاف القحطاني مباراتين.
وتتحمل فيه إدارة الهلال جزءا من المسؤوليه في مطالبتها لياسر بالكثير دون أن تراعي الحالة النفسية التي هو عليها.. وبدلا من أن تزيل جزءا من هذه الضغوط ضاعفوها بالزج به مباشرة أمام الجمهور وحيدا في الهجوم دون مساندة.
كما أن لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم تتحمل جزءا أكبر.. فهي وقفت تتفرج على سيل الإهانات التي تلقاها ياسر من الجماهير في مختلف المباريات دون أن تتدخل كما يملي عليها واجبها لحمايته.
وزاد الوضع سوءا طريقه المدرب البلجيكي في نادي الهلال ليكنز التي تضع ياسر وحيدا بين أربعة مدافعين وتطالب صانعي اللعب بصنع الكرات له.. وفي كل مرة يفشل في الوصول للكرة بسبب الكثافة العددية التي يواجهها من مدافعي الخصوم يزداد السخط الجماهيري ضده.. دون أن يسعى المدرب إلى تخفيف بعض الضغوط عليه بلاعب آخر يشاكس المدافعين.
ظروف قاسية
تعتمد خطة المدرب على اللعب بمهاجم واحد.. سعى الهلاليون جاهدين لتقوية وسطهم معتمدين على تواجد ياسر في الهجوم دون أن ينتبهوا إلى أن ياسر مجرد بشر ربما يعاني من هبوط في المستوى أو ضغوط نفسيه دون أن يسعوا إلى إيجاد بديل قادر على تعويض غياب ياسر.. أو بأبسط طرقه مساندته بلاعب آخر يخفف من الضغوط عليه.. يقول المدرب الوطني عبدالعزيز العودة:” مشكلة الهلال وياسر أن الظروف لم تخدمهم .. وجاءت هذه المشاكل في آخر الموسم الذي لامجال فيه للتعويض.. كان الهلال مجبرا على الزج بياسر في المباريات المتبقية من الموسم لأن أي خسارة كانت تعني ضياع بطوله من الهلال سواء الدوري أو الآسيوية والآن كأس الملك ولم يكن هناك مجال لإراحة ياسر كي يلتقط أنفاسه ويعود إلى مستواه”.
ويتابع:” يملك ياسر قدرات كبيرة لا يمكن لأي لاعب آخر أن يجاريه فيها حتى على مستوى المنتخب ولهذا أي مدرب كان مجبرا على الاستعانة به كي يحسم المباريات فمن الجنون ترك لاعب كياسر في الاحتياط خاصة وان البديل أقل منه في المستوى بشكل كبير.. ولهذا كنا نشاهد أن ياسر حتى ولو لم يسجل يهدد المرمى فهو يترك المجال لزملائه لتهديد المرمى لأنه يشغل الدفاع الخصم.. اعتقد أن مشكلة الهلال وياسر أن الفريق في مراحل حسم ولا مجال فيها لإراحة أي لاعب لان أي خسارة تعني ضياع بطولة.. ولو كان لدى الهلال لاعب آخر بديل قريب من مستوى ياسر لكان من الممكن فعل ذلك ولكن ياسر أفضل لاعب آسيوي ولايوجد لاعب حتى ولو قريب من مستواه.. فكان من المهم أن يعتمد المدرب على ياسر القحطاني في كل شيء.. فلم يكن هناك مجال لإراحة اللاعب وتركه كي يلتقط أنفاسه”.
سلسة إخفاقات
من يتابع ياسر وهو يلعب يلحظ بشكل واضح مدى رغبته في إثبات نفسه بشكل جامح بعد سلسله الإخفاقات التي مني بها مع نادية.. بيد أن هذه الرغبة ضاعفت من الضغوط التي يعاني منها في كل مباراة خاصة وجعلته يفقد تركيزه في الكثير من الحالات .. خاصة مع إصرار مدربه وإدارة ناديه على الزج به دون منحه فرصه لالتقاط الأنفاس. فكانت النتيجة أن هبط مستوى ياسر وبات يقع في أخطاء لم يمكن ليقع فيها سابقا.. وبطاقتين حمراوين في ثلاث مباريات وغياب قصري عن أهم ثلاث مباريات للهلال هذا الموسم.. ويؤكد المتخصص في الطب النفسي الرياضي الدكتور صلاح السقا أن ياسر اثبت انه لم يكن قادرا على الصمود أمام كل الضغوط التي كان يتعرض لها وأن الأفضل الآن منحة وقتا كافيا كي يرتب أوراقه ويستعيد حضوره كما يجب ويقول:” كان لدى الإدارة الهلالية معطيات غير التي لدينا.. فالإدارة والجهاز الفني في أي ناد هم الأعرف بمدى حاجة اللاعب للراحة.. ولكن من الواضح أن هبوط مستوى ياسر في الفترة الأخيرة أمر نفسي وليس بدني.. فنحن في وقت لايمكن أن يكون السبب فيه هبوطا لياقيا أو ضعفا مهاريا وفنيا.. فالنواحي النفسية هي التي أثرت على ياسر”.. ويتابع:” مشكلة الهلال ومدربه أن ظروف الفريق في ذلك الوقت كانت تمنعهم من تجاهل الحاجة الى لاعب مميز كياسر في ظل المباريات الحساسة التي كانت متبقية للهلال في الموسم في الدوري أو في البطولة الآسيوية أو كأس الملك.. ليس من السهل أن يتخذ أي مدرب مثل هذا القرار والاستغناء عن لاعب مهم كياسر القحطاني فالجمهور والشارع الرياضي لن يرحمه أبدا فياسر عود الجماهير على أن يقدم مستويات مميزة دائما”.
ويشدد السقا على أن معرفه طريقه التعامل مع مثل هذه الظروف تحتاج لقرب أكثر من اللاعب فهي تختلف بين الابتعاد المؤقت سواء عن المباريات أو الجو الرياضي وإلى أي مدى حياة اللاعب الخاصة كانت مؤثرة في هبوط مستواه.. ولكن لابد أن نضع أنفسنا في مكان الإدارة الهلالية فهي بالتأكيد تحدثت مع اللاعب كما هي الأمور في العادة وهو أفاد أنه يستطيع أن يتغلب على الظروف التي يعاني منها.. ولكن من الواضح انه فشل في ذلك ولهذا لابد أن يكون هناك تدخل لتصحيح الوضع وحمايته.. وهنا أعتقد أن الحل الأمثل هو الابتعاد لفترة مؤقتة وهو ليس إبعادا سلبيا ولكن إبعاد مؤقت في محاولة كي يعيد اللاعب حساباته ويستريح ويتجاوز الحالة التي يمر بها الآن.. فمع الأيام والمباريات ثبت أن ياسر لم يستطيع التعامل مع الضغوط وهبوط مستواه والدليل البطاقات الحمراء التي نالها في آخر مباريات الهلال .. فالبطاقة التي نالها أمام الشباب توضح أن ياسر كن يحاول إثبات نفسه أكثر من المطلوب.. هذا الأمر جعله يدخل في كرات قوية دون أن يفكر في عواقب دخوله.. واعتقد أن الأنسب هو أن يبتعد قليلا طالما أنه لم يستطع التعامل مع الظروف المحيطة به.. ولكن الإبعاد ليس لمجرد الإبعاد ولكن من أجل إراحة اللاعب من الضغوط”. ويشدد السقا على أن عودة أي لاعب يهبط مستواه لن تكون فجأة كما كان الهبوط ويطالب الجماهير الهلالية والرياضيين بالصبر على ياسر حتى يستعيد حضوره بشكل تدريجي ويقول:” لابد أن نعرف أن العودة لن تكون سريعة بل ستكون بالتدريج لأن هذا هو الأمر الطبيعي في عالم الكرة.. العودة إلى المستوى ليست أمرا صعبا ولكن تحتاج للوقت.. أسلم طريقة الآن هي أن يبتعد وهو فعلا سيكون مبتعدا في المباريات الثلاث المتبقية للفريق والمهم أن يعيد حساباته في الفترة المقبلة كي يعود إلى مستواه السابق ولن يحتاج ياسر في ذلك إلى وقت طويل كي ينجح فيه ولكن سيكون الأمر تدريجياً”.ٍ
منقوول : الجريدة الرياضية