انظر إلى ذلك الإنسان، صاحب اللسان السليط، والقول الغليظ ،واللفظ البغيض، مالذي يدعوه إلى إطلاق لسانه، ونفث سمومه، وإرسال شروره، هل يجد في ذلك انتصاراً لنفسه، أم يرى أن في ذلك دلالة على قوة العظمة في شخصيته؟!
مالذي يدعوه إلى أن يكون حاداً شرساً جلفاً عنيفاً ؟! ألا يعلم أن لسانه البذيء لا يجنى منه سوى زرع للخصومات، وتأجيج للعداوات،وإفساد للعلاقات، وتشويه للصحيفة، وتلويث للسمعة،وتنكيد للخاطر، وتعكير للمزاج!!! ألا يعلم أن البشر يوم القيامة يكبون على وجوههم، بسبب ما حصدته ألسنتهم؟!
إن الكلمات الصادرة من اللسان ؛ دلالة على محتوى العقل ، ومؤشر على مستوى الفهم ، واتجاه التفكير.
الألفاظ التي تخرج من الفم ؛ تكشف عن درجة الفكر ومستوى الثقافة، ومنتهى ما علمه الفرد ، وما تعلمه ،وما وصل إليه.
أقوالنا التي نطلقها ؛ تعبّر عن محتوى التربية التي نشأنا عليها ،وتعطينا صورة عن عقل الأسرة التي قامت برعايتنا، وتولت أمرنا.
ألسنتنا التي تثرثر في كل يوم بكلمات سريعة ممجوجة ، وأحاديث سخيفة غير مفيدة، تحتاج إلى المراجعة والمحاسبة ، تحتاج إلى تدريب مكثف على الضبط والتروي ، تحتاج إلى إلجام وتوقف حال الغضب والتوتر، تحتاج إلى ممارسة متواصلة على إطلاق كلمات طيبة ومؤدبة ،تحمل ألفاظاً جميلة ومهذبة ، لها نبرة هادئة لطيفة، حتى تكون لنا نافعة، وللجميع صالحة ومؤثرة.