10-14-2009, 04:48 PM | #1 |
كاتب ألماسي
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 1,127
|
التحرُّش في الجاهلية (قصة قصيرة) !
التحرُّش في الجاهلية ! (قصة قصيرة) لأقتلنه شر قتله ! هوِّن عليك يارجل هوِّن عليك ... فما هكذا يكون الرد على فعلته الدنيئة ! ماذا تعني ؟! لقد علمت أن أختاً له تخرج مع نساء القبيلة للسقيا من غدير البنات ، بل أكد لي من أخبرني بذلك أنها ذات جمال وجسم يخلب الألباب . يالك من خسيس ... أتريدني أن أتحرَّش بأخته ؟! ولما لا تفعل ... فكما تُدين تُدان ! لا أفعلها ورب الكعبة ... لكنني سأجز رأسه عن جسده بسيفي هذا وأجعله على بغلة تطوف به بيوت القبيلة ليكون عبرة لمن لا يعتبر ! لك ماتريد ... ولكن لو فكرت قليلاً ستجد أن ما أشرت عليك به هو عين الصواب ، وسيصيبه في مقتل أمضى من جز رأسه ! تقول أنها غيداء ، كاعب ، ممشوقة القوام ، و .... هبت عاصفة ترابية شوشت على اللاقط الهوائي ... وبعد لحظات عاد الإرسال ... هيا بنا إلى مضاربهم هيا ... وأخذا يتضاحكان ... * * * ركبا فرسيهما واتجها قاصدين غدير البنات ، تحفهما عناية الآلهة ، يمتشقان سيفيهما ، ينسدل من على كتفيهما شعر رأسيهما ، وقبل أن يدنوا من الغدير أبطأ من ركض فرسيهما ليمشيا متجانبين ، كانت الشمس تدنو إلى المغيب ، وعلى صفحة مائه تترقرق عيون الصبايا الحالمات بفرسان تنقاد لهم خيولهم راضية ، ومجموعة من النساء يملأن قربهن وجرارهن ، منهن من بدأت تأخذ طريقها عائدة ، وظل بعضهن يتلكأن في حمل أوعيتهن ، وما أن شعرن باقتراب الفارسين ، أشارت إحداهن بتجاهلهما ، بينما الفارسين مكثا بعض الوقت يرقبان ما يحدث ، أو لعلهما يتشاوران أيهن أخت صاحبهما ... من تكون يا ترى ؟! لا أعلم ... ما أسمها ؟! ألم يخبرك من وصفها لك ... لم يخبرني ... ولعلي أشير عليك ... هيا ... عجِّل فصبري بدأ ينفد ... ألا ترى كم هنِّ متوحشات ، ومفعمات بالأنوثة و ... أكمل وماذا ؟! ... يالك من رعديد .. ماذا لو .... ... واختفت الصورة بعض الوقت ... ثم عاد البث أكثر وضوحاً ... الشمس تلثم الأفق ، ومابقي من الصبايا والنساء يمضين في طريقهن عائدات إلى مضارب القبيلة حاملات قربهن وجرارهن ... وعلى الضفة الأخرى من الغدير ظل الفرسان يشربان من الغدير وقد تناثرت حولهما بعض الملابس وما من أثر للفارسين ... * * * ثكلتك أمك ... لما لم تخبرني أنك لاتجيد السباحة ؟! أجابه بعد أن سعل وأخرج في مافي جوفه من الماء .. والآلهة لقد كدنَّ لنا .. صدقت ... وكم كانت تلك النجلاء ماكره ... وبكل ثقة ... تتقدم صويحباتها ... لتغرينا بأن يكون اثنتان من بينهن من نصيبنا في حال وصلنا إليهن سباحة ... وبين هما يندبان حظهما ، ويرتديان ملابسهما ، كانت تتجه إليهما كوكبة من فرسان قبيلة من كنَّ على الغدير ... وما أن وصلوا إليهما ... ابتدراهما بالتحية... عمتما مساءاً ... عمتم مساءاً .. ماذا تفعلان هنا ؟! ... ودون تردد وقد تحلقوا حولهما بخيولهم وسيوفهم المشرعة للقتال ... يبدو أننا ظللنا الطريق . وما أن وصلنا إلى الغدير ، بدا لنا أن نســــقي الفرسين ، وأن نسبح قليلاً .. ... ساد الصمت قليلاً ... والفرسان تعلوا وجوههم بعض الشكوك ... بددها ... قائدهم بقوله : ... هيّا انطلقا إلى حال سبيلكما ... واشكرا الآلهة أنه لم يكن على الغدير سواكما ... ... وعلى ترديدهما ... حمداً للآلهة ...توقفت الصورة .... وبعد محاولات مضنية عادت للتوهج ... منذ أن تركانا نمضي بسلام وأنت لم تنبس ببنت شفة .. مابك ؟! .. هل لي أن أخبرك شيئاً ... هيّا قل ... فكل ماتشير به يعود علينا بالوبال ... لقد كان قائدهم هو من تحرَّش بإختك ! .. عليك اللعنة ... لما لم تخبرني حينئذ ... لو أخبرتك لمزقانا إرباً إربا ... وأصبحنا أثراً بعد عين في غدير البنات ... ... ومال عليه يدفعه بكلتا يديه ... والآلهة لأترّصد له ... إليك عني ... أغرب عن وجهي ... * * * وفي طريق عودتهن إلى منازلهن استأثرت من احتالت على الفارسين بإشادة صويحباتها ، وكيف خطرت لها تلك الفكرة الشيطانية ، ولأنها واسعة الحيلة كما وصفتها صديقتها المقربة منها ، إلا أن كلمات بعضهن عن مآل الفارسين ، وهل لقيا حتفهما أم فتك بهما فرسان قبيلتهن ، جعلتها تبدي أسفها على مصيرهما ، وإن ظهرت متماسكة أمامهن ، مبررة تصرفها بإنقاذهن من مآربهما ، وهكذا كان لسان حالها ، إلى أن وصلن مضارب القبيلة ، ودلفت إلى حيث مخدعها دون أن تتحدث إلى أحد من أهلها ، حديث نفسها ما بين الرجاء في سلامتهما ، وحديث القبيلة عن احتيالها عليهما بنزولها الماء حتى تناصفت ، وقيامها بكشفها عن وجهها المكتنز أنوثة ، ودعوتهما لقطع الماء سباحة حتى يصلان إليهن ، وبين هي تغالب النعاس ، رأت فيما يرى النائم ، أن أحدهم يناشدها فك أسره ، بعد أن أمسك به فرسان القبيلة ، بينما تم قتل صاحبه ، والتمثيل بجثته ، ولأنها كانت السبب فيما وقع بهما ، قررت أن تخاتل الحارس الموكل إليه حراسة الأسير ، وأن عليها أن تحل وثاقه إلى شجرة كبيرة تتوسط ساحة المنازل ، وأنىّ لها أن يتحقق ذلك بسهولة فمكانه مكشوف للعيان ، وغلمان القبيلة يتحلقون حوله مرددين بعض الأناشيد تهكماً به ، وأخوها قائد الفرسان يدور حوله مزهواً بصيده الثمين ، وبين هي تختلس النظر إليه ، همست إلى إحدى الجواري بأن ترافقها للمرور إلى جانبه ، وما إن اقتربت ، سمعته يهذي بأبيات من الشعر ، أخذت ترددها في زهو ... رَدَّ الخَلِيطُ الجِمَالَ فانْصَرَفُوا ماذَا عَلَيْهِمْ لَوَ أنّهُمْ وَقَفُوا لَوْ وَقَفُوا ساعةً نُسَائلُهُمْ رَيْثَ يُضَحّي جِمَالَهُ السَّلَفُ فِيهِمْ لَعُوبُ العِشاء آنِسَهُ الـ ـدَّلّ، عَرُوبٌ يَسُوءُها الخُلُفُ بَيْنَ شُكولِ النّساء خِلْقَتُها قَصْدٌ، فَلا جَبْلَةٌ وَلا قَضَفُ وقبل أن تكتمل الابتسامة على محياها ، انتبهت على جاريتها تناديها ، فعلية القوم قد اجتمعوا ينظرون أمراً جلل ، ... وعاد التشويش على القناة ، ربما يتطلب الأمر مهندساً مختصاً في فك شفرة التردد ... ربما ! * * * في طريق عودتهما إلى قبيلتهما اتفق الفارسان على كتمان ما حصل لهما عند الغدير ، وأن يتجاهلا ما قد يتناقله أفراد القبيلة من أقوال ، وأن ذلك إشاعة هدفها الإساءة إليهما . وقررا عدم مغادرة القبيلة فترة الزمن ، ... ، في هذه الأثناء كانت القبيلة تحتفل بأحد أعيادها ، فعمت الأفراح والليالي الملاح مرابع القبيلة ، وبدأت بعض الأقاويل التي كان يتداولها أفراد من القبيلة سراً تظهر على الملأ ، وأضحت حديث السمّار ، إلى أن انفجر أحدهما بعد نفاد صبره في نفر من فرسان القبيلة كانوا يتغامزون بشأنهما ، مستحثاً إياهم على الرد بالمثل ، أو أشد وطأة . .. وهكذا تتصاعد وتيرة الشحن في نفوس فرسان القبيلة وقادتها ، وفي صدر أخو الفتاة المتًحرَّش بها تختلج رغبة أكيدة بمعاودة الذهاب إلى الغدير بمفرده ، لغسل ما عالق بسمعته وسمعة أخته ... وفي صبيحة أحد الأيام ، وبين هو يتجه إلى تحقيق مراده ، مرّ على رفيق دربه ، وما أن اقترب من المكان المضروب بينهما ، تهادت إلى مسمعه ، كذبة التحرُّش التي اختلقها صديق العمر لحاجة في نفسه ، وماكان منه إلا أن قفل راجعاً ، مستحثاً فرسه على العدو السريع ، تتقاذفه مكيدة تدبر له كفارس شجاع ، عليه أن يذهب بمفرده إلى الغدير وليكن ما يكون ... انطلق ، وفي الناحية الأخرى من الغواية امتطى قائد الفرسان في القبيلة الأخرى حصانه بعد أن أدرك أن تلك الأبيات من الشعر التي انتشرت على لسان أخته ماهي إلا أضغاث أحلام ، وعليه أن يفسر الحلم بطريقته ، وكأن ما بينهما من موعد على ضفاف الغدير ، يكذب ما حدثهما به الكهنة في قبيلتهما ، وتقابل الإثنان في كامل عدتهما كما يفعل الفرسان الذين يمتشقون الرجولة الحقيقية قبل أن يستل أحدهم سيفهم أو يرمي بسهامه ، وما أن اقتربا من بعضهما حتى تكاد تعبق بهما أنفاسهما ، وعرفا بعضهما البعض ، أدركا أن فتنة النساء قد تشعل حرباً بين قبيلتيهما ، واختارا أن ينازلا بعضهما لا لينتصر أحدهما على الآخر ، ... وتوقف البث تماماً ، ويبدو أنهما اختارا نهاية سعيدة في زمن التحرَّش بالأصنام ، والجواري ، والقينات ، والغلمان ، والسبايا ، على العكس مما كان يحدث ، و ..... ، أتوقف عند هذا الحد احتراماً لرغبتهما ! turkialgamdi.blogspot.com |
10-14-2009, 07:06 PM | #2 | |
تاريخ التسجيل: May 2006
الإقامة: السعودية-جدة - المصنعة
المشاركات: 6,345
|
__________________
|
|
10-15-2009, 12:19 PM | #3 |
كاتب ألماسي
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 1,127
|
تسلم أخي أبو طلال على مرورك الكريم ... والقصة محاولة لطرح مشكلة التحرش التي تتردد بعض أخبارها في الصحف المحلية وذلك بالعودة إلى أزمان قديمة ... ورأيك الكريم محل تقديري . |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|