رهاننا ورهانهم
يراهن الليبراليون والمنافقون ومن هو على شاكلتهم على الدعم الخارجي لتمرير مشاريعهم التغريبية، وأصبحوا - كما يُقال - يلعبون على المكشوف. هؤلاء أهدافهم أصبحت واضحة وضوح الشمس في كبد السماء. إن أهدافهم تتلخص في التخلص من القيود والضوابط الشرعية واستبدالها بالقوانين الوضعية التي جعلت العقل القاصر فوق التشريع الرباني ومهيمناً عليه ولا حول ولا قوة إلا بالله. هذه القوانين جعلت رغبات الفرد فوق كل اعتبار ولو كان في ذلك كفر بالله تعالى وردّ لما جاءت به الكتب السماوية. البعض يحاول جاهداً الربط بين الثورة على الكنيسة التي مارست الكثير من التعسّف والظلم على الناس باسم الدين بعد التحريفات التي طالت الإنجيل والدين الخالص من ذلك براء.
أما أهل السنة والجماعة من أمة " اقرأ " فهم الذين يجعلون شريعة الله حاكمة على جميع تصرّفاتهم فلا يقدّمون عليها رأياً ولا هوى. إنهم يوقنون بأن الذي خلق وسوّى هو الأعلم بما يصلح أحوال الناس لأنهم يؤمنون بقوله تعالى: { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير } ولا يقبلون بتشريع أحد من البشر لأن المولى يقول: { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله }. إنهم يعلمون خطورة الاعتراض على أمر الله القائل: { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا }.
إن كتاب الله { يهدي للتي هي أقوم } ففيه الهدى والحق والبصيرة.
إننا نعيش زمن الفتن. يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام:
( يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر ).
ومع كل ما نراه من تكالب الأعداء ومكرهم بهذه الأمة إلا أننا على يقين بأن { العاقبة للمتقين } و { أن الله غالب على أمره }
لذا نقول لأصحاب المشروع التغريبي: أنتم تراهنون على أقوام عصوا ربهم وحرّفوا شريعته وجعلوها – مع ما فيها من التحريف - وراءهم ظهرياً. لذلك فإن رهانكم خاسر ولا شكّ. أما نحن المؤمنين فرهاننا منتصر بإذن الله لأن اعتمادنا على ربنا فهو مولانا ونعم النصير، ثم نعتمد على المخلصين من عباد الله الذين آثروا ما عنده على الحطام الزائل.
إن مناصرة التغريبيين لأصحاب الزيغ والضلال من أمثال الكاشغري وغيره هو رهان خاسر حتى وإن تحقق لهم شيء من الباطل الذي يريدون لأن { العاقبة للمتقين }.
خاتمة: يا أهل الحق ابذلوا من أوقاتكم وأموالكم وراحتكم لنصرة دينكم فالأعداء قد وضعوا الخطط لتفكيككم ووجهوا سهامهم إلى صدوركم لإبعادكم عن شرع ربكم. اتركوا التواني واتركوا التناحر حول أمور يسع فيها الخلاف واجتمعوا على القضايا الكبرى التي بها عزّ الأمة ومجدها.
وفق الله الجميع لكل خير. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.