الشخصية المتناقضة ... شخصية تعيش صراع بين متعارضين أو أكثر ... مع الشعور بعدم القدرة على حسم الأمور أو اتخاذ قرار ...
-------------------------
مثال : سعد يقابل صديقه القديم محمد بالصدفة في الشارع ... وبعد التحية والسلام والسؤال عن الأهل والأصدقاء والأخبار ...
وقبل نهاية اللقاء يمسك سعد بيد محمد ثم يقول : بالله عليك تغد معي اليوم ... فرصة ...
يرد محمد : الله يسلمك والله الأهل ينتظروني على الغداء ...
ثم يزيد إصرار سعد : بالله عليك إذا عندك فرصة إنك تروح معي ... أقل شيء تتعرف على البيت ...
يرد محمد : الله يكرمك إن شاء الله اجيك وأتعرف على بيتك في خير وفي فرصة أحسن من هذي ...
فيرد سعد : والله العظيم ودي إنك تروحي معي لكن تدري خيرها في غيرها ...
--------------------------
المشكلة أن سعد غير صادق في حرصه على مرافقة محمد له وتناول طعام الغداء معه ... هذا هو التناقض ... تناقض بين رغبة سعد في مسايرة العرف الاجتماعي والعادات ... ووضع سعد في تلك اللحظة وعدم قدرته على استضافة احد لسبب أو لآخر ...
-------------------------
لماذا يعيش بعض الناس في تناقض ؟
قد يكون السبب هو للتكيف مع الوضع الحالي أو الفكر السائد ... ما يعرف بالمسايرة وعدم الصدام مع الآخرين ...
المجاملة الاجتماعية والتأكيد على أنني شخص اعرف العادات والتقاليد وملتزم بها
الميل الملح لإظهار القوة والقدرة على التحكم في الأمور
للحصول على مكاسب مادية أو اجتماعية أو سياسية ... أي أن الفرد يشعر بوجوب التناقض مع مواقفه ورغباته للحصول على رضا شخص أو طائفة أو للحصول على منصب أو حتى ليحمي نفسه من شر أو أذى قد يصيبه لو صرح بموقفه الحقيقي
----------------------------
من أشهر وأوضح الشخصيات المتناقضة التي تقول ما لا تفعل هم الشعراء ... الذين هم في كل وادي يهيمون ... والمشكلة الأكبر عندما نصفق لهم ونجعلهم في صدور المجالس ... فنحن بذلك نربي أجيال قادمة على : تتناقض وتقول غير ما تبطن وتتفنن في ذلك نحبك ونعطيك الأموال ويتحدث عنك الإعلام ويمدحك ... تقول الحقيقة وتعيش بنقاء وصفاء تهمش وتصبح مكروه من الدولة والمجتمع ...
------------------------------
قد يكون من أسباب التقدم الذي تعيشه الأمم الأولى في العالم اليوم أنه لا يوجد عند كثير من أفرادها هذا الازدواج والتباين بين الداخل والخارج ... شعوب فيها نسبة كبيرة من الصراحة والمكاشفة ... شعوب تجاوزت على المستوى الاجتماعي المواقف المزدوجة ... فأصبح عندهم الداخل خارج والخارج منهم هو انعكاس حقيقي للداخل
------------------------------
احد الأشخاص كان يدرس في بريطانيا يقول يوم وأنا جالس مع شاب بريطاني ... فنظر لساعتي وقال : ساعدتك جميلة ... ويقول أنا من باب المجاملة مثل ما هو موجود عندنا قلت بما معناه تآمر عليها خذها ... قال فنظر إلي وقال : صحيح هذا كرم منك ... ومد أيده لأخذها ... يقول أخونا : فأعطيته الساعة ... وحلفت بعدها ما عاد أجامل بريطاني
--------------------------
الشخصية المتناقضة ... مخترقة من الآخرين ... مهزوزة ... لا تستطيع بناء حضارة ... لذلك يجب علاجها في أنفسنا أن وجدت ... وتربية الأجيال القادمة على الصفاء والنقاء بين الداخل والخارج ...
-------------------------------
يرى فرويد ( عالم النفس المشهور ) أن أعلى درجات التناقض الوجداني تتواجد لدى مجموعات الشعوب التي تتمتع بعصبية شديدة
منقول