لا يفصل بَلوُشستان عن شبه الجزيرة العربية سوى ثلاثون ميلاً، بين أقصى نقطة شمال شرقية من مُسندم العُمانية وأقصى نقطة جنوب غربية من سيريك البَلوُشية.
وهذا القرب المتعدد الأبعاد الجغرافية والتاريخية والسياسية والديموغرافية له انعكاسات مباشرة على جنوب غرب آسيا والمنطقة الخليجية، ومع ذلك تظل بَلوُشستان ثقباً أسوداً للإعلام العالمي. يضم هذا الكتاب أكثر من مئتي مقالة تتناول فترة الحداثة من حياة الوعي القومي البَلوُشي، وتتنوع هذه المقالات في مواضيعها التي تحلل التاريخ السياسي البَلوُشي والأحداث الجارية في بَلوُشستان، المقسمة بين إيران وباكستان وأفغانستان، لتغطي الفترة بين عام 2005 وحتى عام 2014.
وفق رؤى موضوعية في رصد المجريات التاريخية خلال القرن العشرين والحادي والعشرين وآثارها على الثورة البَلوُشية الجارية. ومع الحرب التي تمتد في المنطقة على الجماعات الإسلاموية، تكتسب القضية البَلوُشية أهمية إضافية. فوسائل الإعلام السائدة تغطي سائر أنحاء المنطقة بين أفغانستان وباكستان مع التركيز بشكل خاص على الحرب ضد الإرهاب الديني، غير أن هناك وعياًَ ضئيلاً حول الحركة القومية البَلوُشية، والتي هي مختلفة تماماً عن تلك السائدة، فهي كما يصفها المحللون على النقيض من طالبان والحركات الإسلاموية في المنطقة.
من خلال قراءة هذا الكتاب، سيطلع القارئ على تقييم شامل للوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي في بَلوُشستان. والمؤلف من خلال هذه المقالات ينقل خلاصة معارفه وقراءاته الغزيرة ليرسم خارطة اليقظة البَلوُشية. وذلك بربطها بمختلف الحركات التنويرية والحقوقية بتعدد سياقاتها. فبخيوط من كوردستان إلى ميانمار، ومن إيرلندا إلى فلسطين، فالأرجنتين وجنوب أفريقيا، وليس آخراً الهند وأستراليا، حبك المؤلف مجموعة من القضايا الإنسانية، وعكس أضواءها وتجاربها على القضية البََلوُشية، ليقدم مدونة نضالية تضاف إلى أدب المقاومة، لتلهم وترشد كل نفس تتوق للحرية الإنسانية.
مير محمد علي تالبور: أحد أهم المفكرين البَلوُش في التنظير للقضية البَلوُشية. ولد في حيدر آباد، بالسند، عام 1945. ونال درجة البكالوريوس من جامعة كراتشي عام 1969، والتحق بقسم الصحافة لنيل درجة الماجستير. غير أنه قرر ترك دراسته والالتحاق بالجبال البَلوُشستانية، لينضم إلى مقاتلي الحرية في عام 1971. وقضى من عمره عقدين يذود عن جبال بَلوُشستان، ليجعل ذلك من حياته مرآة للتاريخ البَلوُشي المعاصر. وهو مستمر في نشر الوعي عن قضية بَلوُشستان بالكتابة في مختلف الصحف مثل (داون) و(الديلي تايمز) و(ذا بوست) ومنشورات أخرى. وغير مكتفٍ بالكتابة وحدها، انضم مير محمد علي، في عقده السابع، إلى المسيرة البَلوُشية الاحتجاجية الطويلة بقيادة عبد القدير الريكي والسيدات البَلوُشيات الشجاعات اللواتي تم اختطاف أقربائهن، لمدة خمسة وعشرين يوماً من ما مجموعه مئة وستة أيام من المسير مشياً على الأقدام، ليحكوا للعالم حكاية الشعب البَلوُشي.
سوف يتوفر الكتاب في معرض أبوظبي للكتاب من 7 مايو إلى غاية 13 مايو 2015
لطلب الكتاب مسبقاً:
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]