السهر يضعف الذاكرة ويدمر الصحة النفسية والجسمانية ***
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
حذر استشاري الأمراض الباطنية بالطائف الدكتور عبدالمنعم البراك من مخاطر السهر في رمضان، وخاصة على الطلاب والطالبات الذين لا يستطيعون التوفيق بين مظاهر شهر رمضان المبارك والدوام المدرسي، يقول الدكتور البراك "الجسم البشري يحتاج إلى ساعات نوم يومية تتراوح ما بين 6 إلى 8 ساعات وفترة النوم هذه ضرورية وهامة لجسم الإنسان للتجديد والبناء ، وإعطاء الجسم الفرصة لتنظيم عملية إفراز الهرمونات، وتنظيم عملية الايض والبناء، وكثرة السهر تدمر الصحة من الناحيتين النفسية والجسمانية، وهناك أسباب تمكننا من معرفة ضرورة إعطاء الجسم الوقت الكافي للنوم، وعدم السهر ومعالجة الأرق، وبالذات عند أبنائنا الطلاب حيث يحتاجون لفترة مذاكرة ومراجعة الدروس استعدادا للاختبارات".
ويضيف "في هذا الشهر الكريم بالذات شهر رمضان اعتاد الكثير من الطلاب على السهر إلى درجة أن فترة السهر قد تمتد حتى الصباح ، ويحرم الطالب من النوم أثناء الليل، ويذهب الطالب إلى مدرسته أو جامعته في الصباح دون النوم ليلا ، معتمدا على بضع ساعات أثناء النهار".
وبين الدكتور البراك أن من فوائد النوم ليلا لفترة كافية البقاء محافظا على الشباب حيث أثبتت الأبحاث أن النوم لفترة قصيرة يمكن أن يهدد العمر، ويلعب دورا مهما في ارتفاع ضغط الدم وذلك بسبب التغيرات الهرمونية الايقية والإفرازات الداخلية، كذلك تعزيز جهاز المناعة الحرمان من النوم لفترة طويلة يقلل من فاعلية جهاز المناعة المسؤول عن المحافظة على سلامة الجسم.
وأشار إلى أن إعادة مستوى النوم الطبيعي يساعد في الشفاء من الأمراض التي تسبب فيها ضعف جهاز المناعة، كذلك إعاده الحيوية والنشاط للجسم، حيث تفرز هرمونات النمو أثناء النوم، وهي التي تمكن الجسم من تجديد الخلايا، وخاصة خلايا الدم والمخ والجلد، أما اعتماد بعض الطلبة على شرب مشروبات الطاقة، والإكثار من القهوة والشاي خلال الليل، وعدم أخذ قسط كافٍ من النوم فهي تصرفات ضارة، ضررها أكثر من نفعها، فصحيح أن الكافين في هذه المشروبات سوف يعطي الإنسان تنبيهات للجهاز العصبي، ولكن لفترة محدودة، وبعد حوالي ثلاث ساعات من تناوله سوف يبدأ الجسم بالاسترخاء، ويبدأ الخمول الذهني والإرهاق البدني كذلك تنظيم نسبة السكر في الدم ، حيث تعمل الهرمونات التي تفرز أثناء النوم على تنظيم نسبة السكر بالدم، مشيرا إلى أن الأبحاث أثبتت أن قلة النوم تسبب بعض التعديلات في الجلوكوز في عملية المبناتولازم.
وأشار الدكتور البراك إلى أنه يصادف بدء الدراسة لهذا العام دخول شهر رمضان الكريم، وكلا الفترتين بداية الدراسة ودخول شهر رمضان يصاحبهما تغيير نمط العيش عند الكثير من المواطنين وخاصة الطلاب، ففي شهر رمضان يؤخر الطلاب مواعيد نومهم بصورة كبيرة ومفاجئة خلال أول أيام شهر رمضان، ويستمر حتى نهاية الشهر وقد أظهرت بعض الأبحاث أن التأخير المفاجئ لمواعيد النوم وتغيير مواعيد النوم حتى لو حصل الشخص على نفس عدد ساعات النوم يؤدي إلى تغيرات في المزاج وفي الحالة النفسية ينعكس على أدائه الشخصي أثناء النهار، ولذلك يلاحظ زيادة نسبة الطلاب الذين يغفون في قاعات الدرس في رمضان عن باقي شهور السنة.
وأشار استشاري الباطنية إلى أن الأبحاث أظهرت أن الطلبة الذين لا يحصلون على نوم كاف أثناء الليل يكون أداؤهم الأكاديمي أقل من الطلبة الذين ينامون لساعات كافية، كما أن قلة النوم تؤثر سلبا على قدرة الطالب على التركيز، وتضعف الذاكرة قصيرة المدى، مما يؤثر على قدرة الطالب على التحصيل العلمي، وقد أظهرت الدراسات أن الأطفال المتفوقين ينامون 15-30 دقيقة ليلا أكثر من غيرهم، وينصح الدكتور البراك الآباء والأمهات بمراعاة نوم أبنائهم لفترات كافية خلال شهر رمضان وغيره من الشهور، وعدم السهر أمام التلفزيون وألعاب الكمبيوتر، لأنه ثبت علميا أن اضطرابات النوم تؤثر سلبا على تحصيل الطلاب العلمي.
منقوووووووووووووول