قيل في بخيل:
ما كنت أحسب أن الخبز فاكهة
حتى نزلت على زيد بن منصور
الحابس الروث في أعفاج بغلته
خوفا على الحب من لقط العصافير
----------------------------
لو كان بيتك يا ابن حرب كله
إبر يضيق بهن رحب المنزل
و أتاك يوسف يستعيرك إبرة
ليخيط قد قميصه لـم تفعـل
-------------------------------
قال ابن الرومي يصف أحدبا :
قصرت أخادعه وطال قذاله
فكأنه متأهب أن يصفعـا
و كأنما صفعت قفاه مـرة
و أحس ثانية لها فتجمعـا
--------------------------
يمشي الفقير وكل شـيء ضـده
والنـاس تغلـق دونـه أبوابهـا
وتـراه ممقوتـا وليـس بمذنـب
ويرى العداوة لا يـري أسبابهـا
حتي الكلاب إذا رأت رجل الغني
حنـت إليـه وحركـت أذنابهـا
وإذا رأت يومـا فقيـرا ماشيـا
نبحت عليـه وكشـرت أنيابهـا
-------------------------
عجوز ترجـي أن تكـون فتيـة
وقد نحل الجنبان واحدودب الظهرُ
تزوجتهـا قبـل الهـلال بليلـة
فكان محاقا كلـه ذلـك الشهـرُ
تروج إلى العطار تبغـي شبابهـا
وهل يصلح العطار ما أفسد الدهرُ
---------------------------
قال أعرابي في امرأته:
لها جسم برغوث وساقا بعوضة
وجه كوجه القرد بل هو أقبـحُ
وتفتح – لا كانت – فما لو رأيته
توهمته بابـا مـن النـار يفتـحُ
إذا عاين الشيطان صورة وجهها
تعوذ منها حين يمسي ويصبـحُ
لها منظر كالنار تحسـب أنهـا
إذا ضحكت في أوجه الناس تلفحُ
---------------------------
زار أحدهم واسمه توفيق صديقه في معمل الأحذية الذي يملكه
فأهداه الأخير حذاء
وقال له :
لقد أهديت توفيقا حذاء
فقال الحاسدون وما عليه
أما قال الفتى العربي يوما
شبيه الشيء منجذب إليه
فأجابه توفيق :
لو المرء يهدى على مقدار قيمته
لكنت أستأهل الدنيا وما فيها
لكن تقبلت منك النعل معتقدا
أن الهدايا على مقدار مهديها
-----------------------------------
قال أحد الشعراء في طبيب اسمه عيسى:
عيسى الطبيب ترفق
فأنت طوفان نوح
يأبى علاجك إلا
فراق جسم لروح
شتان بين عيسى
وبين عيسى المسيح
فذاك محي موات
وذا مميت الصحيح
------------------------------
سأل الفتى أباه يوما يا أبي
من كان أسعد من تزوج في الورى
فأجابه هو آدم إذ لم تكن
موجودة في بيته أم " المرا "
------------------------------
رأيت الفضل مكتئبا
يناجي الخبز والسمكا
فأسبل دمعه لما
رآني قادما وبكى
فلما أن حلفت له
بأني صائم ضحكا
-----------------------------
واخيرا:
ما كنت احسب ان الدخن فاكهة
حتى مررت بوادي آل عمار
قوم اذا استنبح الاضياف كلبهم
قالوا لامهم بولي على النار
و لا تبولي بكل البول مسرفة
و لم تبل لهم الا بمقدار
------------------
المتنبي يهجو كافور الاخشيدي:
1 عيــدٌ بِأيَّـةِ حـالٍ عُـدتَ يـا عِيـدُ
بِمــا مَضَـى أَم لأَمْـرٍ فِيـكَ تجـدِيدُ
2 أَمــا الأَحِبــةُ فــالبَيَداءُ دُونَهُــمُ
فَلَيــتَ دُونَــكَ بَيْــدًا دونَهـا بِيـدُ
3 لَـولا العُـلَى لـم تجِبْ بِي ما أَجُوبُ بِها
وَجنــاءُ حَـرْفٌ وَلا جَـرْداءُ قَيـدُودُ
4 وَكــانَ أطْيَـبَ مِـنْ سـيفِي مَعانَقَـةً
أَشْــباهُ رَونَقــه الغِيــدُ الأَمــالِيدُ
5 لـم يَـتْرُكِ الدَهْـرُ مِـنْ قَلبي وَلا كَبِدي
شَـــيْئاً تُتَيِّمــهُ عَيْــنٌ وَلا جِــيدُ
6 يــا ســاقِييَّ أَخَـمرٌ فـي كُؤوسِـكما
أم فــي كُؤُوسِــكُما هَــمٌّ وتَسْـهِيدُ
7 أَصَخْــرَةُ أَنـا مـا لـي لا تُحِـرِّكُني
هــذي المُــدامُ وَلا هـذي الأَغـارَيدُ
8 إذا أَرَدْتُ كُــمَيْتَ اللَّــوْنِ صافِيَــةً
وَجَدْتُهـــا وحَــبِيبُ النَفْسِ مَفقُــودُ
9 مــاذا لَقِيْــتُ مِـنَ الدُنْيـا وأَعْجَبُـهُ
أَنِّــي بِمـا أَنـا شـاكٍ مِنْـهُ مَحسُـودُ
10 أَمْسَــيْتُ أَرْوَحَ مُــثرٍ خازِنًـا ويَـدًا
أَنــا الغَنِــيُّ وأَمــوالِي المَواعِيـدُ
11 إِنّــي نَــزَلتُ بِكَــذابِينَ ضَيفُهُــمُ
عَـنِ القِـرَى وعَـنِ التَرحـالِ مِحـدُودُ
12 جُـودُ الرّجـالِ مـنَ الأَيْـدِي وَجُـودُهُمُ
مــنَ اللِسـانِ فَـلا كَـانُوا وَلا الجـوُدُ
13 مـا يَقبِـضُ المَـوتُ نَفسًـا مِن نفوسِهِمِ
إِلا وفــي يــدِهِ مِــن نَتَنِهـا عُـودُ
14 أكُلمــا اغْتَـالَ عَبـدُ السُـوءِ سـيدَهُ
أَو خانَــه فَلَــهُ فـي مصـرَ تَمهيـدُ
15 صــار الخَـصِي إِمـام الآبِقيـن بِهـا
فــالحُر مســتعبَد والعَبــدُ مَعبُـودُ
16 نـامَت نواطِـيرُ مِصـرٍ عَـن ثَعالِبِهـا
فقــد بَشِــمْنَ ومـا تَفْنـى العنـاقيدُ
17 العَبــد ليسَ لِحُــرٍّ صــالحٍ بــأخٍ
لَــو أنـهُ فـي ثيـابِ الحـرِّ مولـودُ
18 لا تشــتَرِ العَبــد إلا والعَصَـا معـهُ
إِن العَبِيـــدَ لأنجـــاسٌ مَنـــاكيدُ
19 مـا كُـنتُ أَحسَـبُني أَحيـا إلـى زَمَنٍ
يُسـيء بـي فيـهِ عَبـد وَهْـوَ مَحمودُ
20 وَلا تَــوهمتُ أَن النــاس قَـدْ فُقِـدُوا
وأًن مِثْــلَ أَبــي البيضـاءِ مَوجـودُ
21 وأَنَّ ذَا الأَسْــوَدَ المَثْقــوبَ مشْــفَرُهُ
تطِيعُــهُ ذي العَضــارِيطُ الرعـادِيدُ
22 جَوعـانُ يـأكلُ مِـن زادي ويُمِسـكُني
لِكَــي يُقـالَ عَظِيـمُ القـدرِ مَقصُـودُ
23 وَيلُمِّهـــا خُطَّــةً وَيلُــم قابلِهــا
لِمِثْلِهــا خُــلِقَ المهريَّــةُ القُــودُ
24 وعِندَهــا لَـذَّ طَعْـم المـوتِ شـارِبُهُ
إِن المَنِيَّـــةَ عِنْــدَ الــذُلّ قِنديــدُ
25 مَـن علَّـم الأسـودَ المَخْـصِيَّ مكرُمـة
أَقَومُــهُ البِيــضُ أَمْ آبــاؤهُ الصِيـدُ
26 أم أُذْنُــه فــي يـدِ النّخَّـاسِ دامِيـةً
أَم قَــدْرهُ وَهــوَ بِالفِلسَـيْنِ مَـردُودُ
27 أولَــى اللِئــام كُوَيفــيرٌ بِمَعــذِرَة
فـي كُـلِّ لُـؤْم وبَعـض العُـذْرِ تَفنِيـدُ
28 وَذاك أن الفحــولَ البِيــضَ عـاجِزَة
عـنِ الجَـميلِ فكَـيفَ الخِصْيَـةُ السُودُ
طيب الله اوقاتكم