بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَن ِ الرَّحِيْم ِ
الحمد لله رب العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد :
فإن من المظاهر المنتشرة في عالم الانترنت وفي المجالس الَّتِيْ يجتمع فيها النَّاس أن يقوم البعض ببثِّ بعض الأحاديث أو الروايات أو القصص الَّتِيْ لا يعرف صحتها من كذبها ، يريد بذلك أن يرغِّبَ النَّاسَ في فعل خير أو يحذِّرهم من فعل شرٍّ أو منكر ، وهذه نيَّة صحيحة يحمد عليها ، لكن البعض يقع في ذنب كبير وهو لا يدري أو يدري لكنه يظن أن الأمر الَّذِيْ يريد أن يقوم به من ترغيب الناس أو ترهيبهم يبرر له هَذَا الفعل الَّذِيْ يقوم به ، ألا وهو الكذب في الحديث أو رواية الأحاديث والقصص المكذوبة
قَالَ الله تَعَالَى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِ ينَ } [التوبة : 119 ]
وقد تواتر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ (( مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّد ًا فَلْيَتَبَ وَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ))
وأخرج البخاري في صحيحه ، وغيره أيضا ، وهذا لفظ البخاري
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِي لَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ
(( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ مَنْ رَأَى مِنْكُمْ اللَّيْلَة َ رُؤْيَا قَالَ فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ قَصَّهَا فَيَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ فَسَأَلَنَ ا يَوْمًا فَقَالَ هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا قُلْنَا لَا قَالَ لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَة َ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَخْرَجَ انِي إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّ سَةِ فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِن َا عَنْ مُوسَى إِنَّهُ يُدْخِلُ ذَلِكَ الْكَلُّوب َ فِي شِدْقِهِ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الْآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ وَيَلْتَئِ مُ شِدْقُهُ هَذَا فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ قُلْتُ مَا هَذَا قَالَا انْطَلِقْ فَانْطَلَق ْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى قَفَاهُ وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِفِهْرٍ أَوْ صَخْرَةٍ فَيَشْدَخُ بِهِ رَأْسَهُ فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الْحَجَرُ فَانْطَلَق َ إِلَيْهِ لِيَأْخُذَ هُ فَلَا يَرْجِعُ إِلَى هَذَا حَتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ وَعَادَ رَأْسُهُ كَمَا هُوَ فَعَادَ إِلَيْهِ فَضَرَبَهُ قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَا انْطَلِقْ فَانْطَلَق ْنَا إِلَى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّور ِ أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُ هُ وَاسِعٌ يَتَوَقَّد ُ تَحْتَهُ نَارًا فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُو ا حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجُوا فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَا انْطَلِقْ فَانْطَلَق ْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى وَسَطِ النَّهَرِ
قَالَ يَزِيدُ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِيهِ فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ بِحَجَرٍ فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ فَقُلْتُ مَا هَذَا قَالَا انْطَلِقْ فَانْطَلَق ْنَا حَتَّى انْتَهَيْن َا إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ وَفِي أَصْلِهَا شَيْخٌ وَصِبْيَان ٌ وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنْ الشَّجَرَة ِ بَيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا فَصَعِدَا بِي فِي الشَّجَرَة ِ وَأَدْخَلَ انِي دَارًا لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وَشَبَابٌ وَنِسَاءٌ وَصِبْيَان ٌ ثُمَّ أَخْرَجَان ِي مِنْهَا فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَة َ فَأَدْخَلَ انِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَابٌ قُلْتُ طَوَّفْتُم َانِي اللَّيْلَة َ فَأَخْبِرَ انِي عَمَّا رَأَيْتُ قَالَا نَعَمْ أَمَّا الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالْكَذْب َةِ فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الْآفَاقَ فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَ ةِ وَالَّذِي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُهُ فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْل ِ وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ بِالنَّهَا رِ يُفْعَلُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَ ةِ وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي الثَّقْبِ فَهُمْ الزُّنَاةُ وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي النَّهَرِ آكِلُوا الرِّبَا وَالشَّيْخ ُ فِي أَصْلِ الشَّجَرَة ِ إِبْرَاهِي مُ عَلَيْهِ السَّلَام وَالصِّبْي َانُ حَوْلَهُ فَأَوْلَاد ُ النَّاسِ وَالَّذِي يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ وَالدَّارُ الْأُولَى الَّتِي دَخَلْتَ دَارُ عَامَّةِ الْمُؤْمِن ِينَ وَأَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَا ءِ وَأَنَا جِبْرِيلُ وَهَذَا مِيكَائِيل ُ فَارْفَعْ رَأْسَكَ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا فَوْقِي مِثْلُ السَّحَابِ قَالَا ذَاكَ مَنْزِلُكَ قُلْتُ دَعَانِي أَدْخُلْ مَنْزِلِي قَالَا إِنَّهُ بَقِيَ لَكَ عُمُرٌ لَمْ تَسْتَكْمِ لْهُ فَلَوْ اسْتَكْمَل ْتَ أَتَيْتَ مَنْزِلَكَ ))
وأخرج الإمامان البخاريُّ و مسلم من طريق عثمان بن أبي شيبة
قال حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا ))
وفي لفظ عند مسلم (( عَلَيْكُمْ بِالصِّدْق ِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرّ َى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا ، وَإِيَّاكُ مْ وَالْكَذِب َ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرّ َى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ))
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت عن رافع بن أشرس قال : « كان يقال : إن من عقوبة الكذاب أن لا يقبل صدقه »
وقد قال بعضهم :
لا يكذبُ المرءُ إلاَّ مِـنْ مَهَانَتـه
أو عادة السوء، أو مِنْ قِلَةِ الأدَبِ
وقال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله
تعاهد لسانك إن اللسان
سريع إلى المرء في قتلـه
وهذا اللسان بَريِدُ الفؤاد
يدلُّ الرجال على عقله
وكثير ممن ينقلون الكذب ولا ينبهون عليه ، يدخلون في الإثم ، لأنهم لا يتحرون الصدق في حديثهم ، ولا فيما ينقلون ، والكتابة كالقول ، فلا يعتذر أحد بأنه كتب بيده ولم يقل بلسانه ، فقد قيل : (( القَلَمُ أحدُ اللسانَين))
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلَّم (( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِ ينَ ))
قال الترمذي رحمه الله : وَفِي الْبَاب عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَسَمُرَةَ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَن ِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ سَمُرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْحَدِيثَ
وَرَوَى الْأَعْمَش ُ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَن ِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَكَأَنَّ حَدِيثَ عَبْدِ الرَّحْمَن ِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ سَمُرَةَ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ أَصَحُّ
قَالَ سَأَلْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَن ِ عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِ ينَ قُلْتُ لَهُ : مَنْ رَوَى حَدِيثًا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ إِسْنَادَه ُ خَطَأٌ أَيُخَافُ أَنْ يَكُونَ قَدْ دَخَلَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ إِذَا رَوَى النَّاسُ حَدِيثًا مُرْسَلًا فَأَسْنَدَ هُ بَعْضُهُمْ أَوْ قَلَبَ إِسْنَادَه ُ يَكُونُ قَدْ دَخَلَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ
فَقَالَ لَا ، إِنَّمَا مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ إِذَا رَوَى الرَّجُلُ حَدِيثًا وَلَا يُعْرَفُ لِذَلِكَ الْحَدِيثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْلٌ فَحَدَّثَ بِهِ فَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ قَدْ دَخَلَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ
وقال الإمام مسلم بن الحجَّاج القشيري رحمه الله في مقدّمة صحيحه :
(( ... فَإِذَا كَانَ الرَّاوِي لَهَا لَيْسَ بِمَعْدِنٍ لِلصِّدْقِ وَالْأَمَا نَةِ ثُمَّ أَقْدَمَ عَلَى الرِّوَايَ ةِ عَنْهُ مَنْ قَدْ عَرَفَهُ وَلَمْ يُبَيِّنْ مَا فِيهِ لِغَيْرِهِ مِمَّنْ جَهِلَ مَعْرِفَتَ هُ كَانَ آثِمًا بِفِعْلِهِ ذَلِكَ غَاشًّا لِعَوَامِّ الْمُسْلِم ِينَ إِذْ لَا يُؤْمَنُ عَلَى بَعْضِ مَنْ سَمِعَ تِلْكَ الْأَخْبَا رَ أَنْ يَسْتَعْمِ لَهَا أَوْ يَسْتَعْمِ لَ بَعْضَهَا وَلَعَلَّه َا أَوْ أَكْثَرَهَ ا أَكَاذِيبُ لَا أَصْلَ لَهَا مَعَ أَنَّ الْأَخْبَا رَ الصِّحَاحَ مِنْ رِوَايَةِ الثِّقَاتِ وَأَهْلِ الْقَنَاعَ ةِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُضْطَرَّ إِلَى نَقْلِ مَنْ لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلَا مَقْنَعٍ وَلَا أَحْسِبُ كَثِيرًا مِمَّنْ يُعَرِّجُ مِنْ النَّاسِ عَلَى مَا وَصَفْنَا مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِ يثِ الضِّعَافِ وَالْأَسَا نِيدِ الْمَجْهُو لَةِ وَيَعْتَدّ ُ بِرِوَايَت ِهَا بَعْدَ مَعْرِفَتِ هِ بِمَا فِيهَا مِنْ التَّوَهُّ نِ وَالضَّعْف ِ إِلَّا أَنَّ الَّذِي يَحْمِلُهُ عَلَى رِوَايَتِه َا وَالِاعْتِ دَادِ بِهَا إِرَادَةُ التَّكَثُّ رِ بِذَلِكَ عِنْدَ الْعَوَامّ ِ وَلِأَنْ يُقَالَ مَا أَكْثَرَ مَا جَمَعَ فُلَانٌ مِنْ الْحَدِيثِ وَأَلَّفَ مِنْ الْعَدَدِ وَمَنْ ذَهَبَ فِي الْعِلْمِ هَذَا الْمَذْهَب َ وَسَلَكَ هَذَا الطَّرِيقَ فَلَا نَصِيبَ لَهُ فِيهِ وَكَانَ بِأَنْ يُسَمَّى جَاهِلًا أَوْلَى مَنْ أَنْ يُنْسَبَ إِلَى عِلْمٍ ))
وجاء في الأمثال : (( أَفْرَطَ فَأَسْقَطَ ))
أي أنه أفرط في الكلام فدخل في كلامه الكذب والخطأ وغيرهما
وهذا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلَّم في حديث مرفوع هو (( مَنْ كَثُرَ كَلامُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ ، وَمَنْ كَثُرَ سَقَطُهُ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ ، وَمَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ ، فَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْم ِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ))
وهو حديث لا يصح عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، والصواب أن هذا القول من كلام عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أو من دونه
فيا أصحاب القصِّ واللصقِ للأحاديث المكذوبة ، والقصص الموضوعة ، والحكايات المزورة الَّتِيْ لا يُعرف مصدرها ، احذروا من الكذب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى من دونه ، و تذكروا أنكم محاسبون على ما تنقلونه إلى المنتديات وغيرها ، ولا يقل أحدكم وجدته منتشرا في الانترنت فنشرته ، أو بين النَّاس فقلته ، لأنك ستدخل في زمرة الكذَّابين الذين نشروا هَذَا الكذب
وفقني الله وإيَّاكم لقول الصِّدق والبعد عن الكذب
وكتب
أبو عبد الرَّحمن
ذو الحجَّة 1427 هـ
منقول للفائدة
__________________
دع الأيام تفعل مـا تشـــاء وطب نفسا إذاحكم القضاء
ولا تجزع لحــادثة الليـالي فما لحوادث الدنيـا بقــاء
***
وكنرجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفـاء