بيان ضعف قصة ( لقد اتعبت الكتبة من بعدك )
--------------------------------------------------------------------------------
انتشر في الانتر نت في السنوات الأخيرة بعض القصص الواهية والمكذوبة ، فأخذها البعض وبدأ يشيعها على أنها قصص حقيقية وبعضهم يجعلها روايات نبوية عن المصطفى صلى الله عليه وسلَّم
ومنها هذه القصة
حج اعرابي في احدى الأعوام .. ودعا بدعاء بليغ شامل ..ثم حج مرة أخرى
وعندما دعا بنفس الدعاء هتف هاتف من السماء قائلا له :
" يا هذا لقد اتعبت الحفظة فوالله ماكتبوا ثواب ماقلت من الأجر"
وكان الدعاء هو
" الحمدلله بجميع محامد الله التي نعلمها والتي لا نعلمها على جميع نعم الله التي
نعلمها والتي لا نعلمها ".
أقول ومن الله أستمد العون
جاء في كتاب : (( فضيلة الشكر لله ))
لـ : محمد بن جعفر السامري ص 36 :
حدثنا أبو حفص عمر بن محمد النسائي [ قال الخطيب : وكان صاحب أخبار وحكايات وأشعار ]
قال حدثنا أحمد بن أبي الحواري [ قال ابن حجر : ثقة زاهد ]
قال سمعت أبا سليمان الداراني يقول :
حج رجل فلما أراد الانصراف إلى بلده وقف على باب الكعبة فقال :
(( الحمد لله بجميع محامد الله ، ما علمنا منها وما لم نعلم ، على جميع نعم الله ، ما علمنا منها وما لم نعلم ))
ثم انصرف إلى بلده فلما كان من قابل حج فلما أراد الانصراف إلى بلده وقف على باب الكعبة قال مثل قوله الأول ، فقيل له أو نودي :
(( لقد أتعبت الحفظة فما كتبوا ثواب ما قلت إلى هذا اليوم )) .
وهذه القصة مرسلة ، فالواسطة بين الداراني وصاحب القصة مجهول أو مجاهيل
والمتن بين النكارة ، فكأنها من أكاذيب الصوفية
وقد بحثت عنها في كتاب الهواتف لابن أبي الدنيا سريعا فلم أجدها فيه ، وكذلك كتاب الشكر له فلم أجدها فيه .
وموضع أمثال هذه الرواية الباطلة في أمثال هذه الكتب .
والله اعلم وأحكم
__________________
دع الأيام تفعل مـا تشـــاء وطب نفسا إذاحكم القضاء
ولا تجزع لحــادثة الليـالي فما لحوادث الدنيـا بقــاء
***
وكنرجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفـاء