حنان....
بسمة الم..
فالبسمة عندما ترتسم على شفاهها تفرح بها
لكن سرعان ماتتألم عندما ترى واقعها
عندما تمسك قدميها فلا تحس بلمساتها
عندما تضرب قدميها ولا تحس بها
عندما ..تغسلهما فلا تحس بها...
آآآآآآآه ماأفضع تلك اللحظات تحاول نسيانها وشغل وقتها باي شي اخر
لكن آه من الواقع المرير..
آه من زمن لا يفرق بين حق وباطل ..
والدتها تلك الوالده التي ملات حنان وطيبه ..
اما والدها ذلك الرجل الطاعن بالسن يحتاج الى من يعينه فالفارق السني بين والديها عشر سنين لم يقصر اخوة حنان محمد ومازن وسعد مع والدهم فكانوا يلازمونه ولايتركون أي طلب او حاجه يحتاجها الا وينفذونها..
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
سعد هو الأقرب لحنان .. هو المستمع الوحيد لقصائدها وخواطرها ..
فقد شدته كتاباتها .. صدق كلماتها .. صدق شعورها ..
كم أعجب بتلك الكلمات التي وصفت حاله فعندما كان يحدثها عن تجربته الفاشلة كانت خير منصت له..
فخطت تلك الكلمات ..
آه تتلوها آه ..
شخص أسهرته عيناه
فقلبه الحب أضماه
من عذابه قال ياويلتاه
ليتني لم أذق طعمَ الحب
ولم أناجي ليلاه
ليتني رضيت بالمر
ولم اجري خلف دنياه
فدنيا الحب يكسوها الشوك
فلما ألقى ما ألقاه
ليت قلبي أهديته لغيره
فلم يلاقي ماعاناه
ليت عقلي لم يتعلق به
فأواجه معاناة نسياه
فهل الياليت تكفيه
أم عليه نزع روحه من دنياه ؟
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
في إحدى الأيام قررت حنان ذلك القرار الذي كان الجميع يجاهدون لنيل موافقتها من اجله..
قرار عملها..
لم ترغب أم حنان ان تترك فلذة كبدها رهينة أربعة جدران ..
لم ترغب ان يساورها اليأس من بقائها ..
وما يزيد عذاب والدتها أنها تفتقد الأخوات ..
وجدوا تلك الوظيفة لكنهم خشوا منها ..
لكن سعد يعتقد أنها الوظيفة الملائمة لها ..
كانت الوظيفة في دار الرعاية الخاصة ..
اخبر سعد أخته ان الوظيفة هي ( مدرّسة لفصل معاقين )
كانت الصدمة هي موافقة حنان السريعة ..
ساور سعد في هذه اللحظة شعورا بالفرح الذي اختلط بالخوف..
اصطحبت أم حنان ابنتها واخذوا بالتسوق لشراء كل ما يلزم من أدوات لتظهر حنان بكامل أناقتها..
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
اول يوم من دوام حنان كان يوم يملؤه الخوف ..
هل سيعطفون عليها وينظرون إليها بشفقه .. أم سيتجاهلونها لأنها معاقة ..
دخلت حنان للمدرسة مع والدتها فقابلت مديرة المدرسة ..
كان وجه المديرة بشوشا .. يسر كل من ينظر إليها ..
ارتاحت حنان ووالدتها .. فطلبت المديرة من أم حنان ان تغادر الى منزلها لترتاح ..
وان تتأكد من سلامة حنان في هذا المكان..
غادرت أم حنان وأخذت المديرة حنان في جولة وختمت هذه الجولة بالفصل الذي سيكون من نصيب حنان..
فدخلت المديرة أولا اما حنان فلم تدخل ...
في برهة خالجها شعور بالخوف لم تصادفه طوال حياتها ..
وبرهة أخرى تشعر بأنها تريد الانسحاب ..
أصبح ذهنها يردد (( كيف وافقت كيف وافقت ؟؟))
نظرت المديرة الى وجه حنان .. فهمت ما يدور في ذهنها .. فتوجهت إليها جلست إمامها ووضعت عينيها في عيني حنان..
وقالت ..
عندما قرأت ملفك .. وعلمت بحالتك .. توقعت ان ألاقي فتاة شجاعة لا تهاب الا الله سبحانه وتعالى ..
والآن أرى في عينيك شجاعة وطموح لم أراهما في حياتي أبدا..
فهل سيكذبني حدسي هذه المرة ؟؟؟
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
مازن ذلك الأخ الملتزم دينيا.. يخاف الله في كل خطوة يخطيها..
لم يكن يفضل ان تعمل حنان خوفا عليها ..
خاف ان تتعذب نفسيا عندما ترى حالات فضيعه من الإعاقة .. لكنه قال في نفسه .. تذهب لكي ترى ان حالتها يسيره .. خاصة ان حنان شللها بسبب نفسي ..
فعندما كانت طفله حتى سن الحادي عشر كانت تتمتع بصحة جيده..
لولا ذلك اليوم .. عند وفاة خالها الذي كانت تعتبره الأخ والأب والصديق... فقد كان قريبا منها أكثر من والديها وإخوتها..
لا يمر يوم بدون ان تسمع صوته وعند وفاته ..
فقدت تلك العصا التي كانت تسندها وقت الشدة ..
فما كان منها الا ان تعزل نفسها عن العالم ..
فعندما سمعت بالحادث الذي المّ بخالها ..
لم تستحمل هول الصدمة ووقعت مغشيا عليها ففقدت نطقها و قدميها ومع الأيام عاد صوتها ..
اما قدميها فهي تجاهد لكي تعيدهما ..
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$