توصلت دراستان حديثتان إلى ضرورة الإسراع بوصف المضادات الحيوية لعلاج التهابات الأذن الوسطى الحادة إذا ما توفرت وسائل التشخيص الدقيقة للحالة.
وتوصل باحثون بمستشفى الأطفال ببيتسبرج وجامعة توركو بفنلندا إلى أن المضادات الحيوية أكثر تأثيراً من العلاجات الوهمية البديلة في تقليل حدة التهابات الأذن واستمرارها.
وكانت النتيجة في كلا الدراستين قلة حدة الالتهابات بشكل كبير بالنسبة للأطفال الذين توصف لهم مضادات حيوية من نوع أموكسلين (الأوجمنتين). وانخفاض التهابات الأذن الحادة المعروفة بالتهابات الأذن الوسطي من الأمراض البكتيرية التي كثيراً ما تصيب الأطفال في سن مبكرة.
وقال الدكتور أليجاندرو هوبرمان طبيب الأطفال بمستشفى بتسبرج وكاتب الدراسة مؤكداً في دراسته على الحاجة لعلاج صارم لنوع محدد من الالتهابات مضيفاً "النقطة الهامة للعلاج هو التشخيص الدقيق للحالة".
وعلق الدكتور هوبرمان ود جيروم كلين أستاذ طب الأطفال بكلية طب جامعة بوسطن إلى وجود مجموعة دراسات متهورة من باحثين بأوروبا الغربية تمت في العقود السابقة تدعو لعدم وصف المضادات الحيوية للأطفال الذين يعانون التهابات الأذن الحادة كجزء من استراتيجية عذر الانتظار على أعراض المرض لتزول من تلقاء نفسها.
ولم تطبق الدراسات الأوروبية معايير صارمة لتشخيص التهابات الأذن التي تشبه أعراضها عدوى الأجزاء العلوية من الجهاز التنفسي ما خلف الخوف من ازدياد نشوء بكتيريا مقاومة للمضادات مازاد حدة الجدل حول العلاج الأمثل.
إذ يرجع الشك سابقاً إلى استخدام المضادات بالخروج عن الدقة في التشخيص وهو ماجعل التشخيص أهم العوامل في الدراستين.
المضاد الحيوي يحقق نسب علاج مرتفعةاشتملت دراسة مستشفى بتسبرج على 291 طفلا تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و23 شهرا يعانون إصابة محددة في الأذن يتم تحديدها بوجود تورم في طبلة الأذن مع ملاحظة الآباء لأعراض أخرى.
وتم تقسيم الأطفال إلى مجموعتين إحداها تتلقى مضادات حيوية والأخرى علاجات وهمية بديلة لعشرة أيام.
في المجموعة التي تناولت المضاد الحيوي زالت أعراض المرض عن 35 بالمائة في اليوم الثاني، 61 بالمائة بنهاية اليوم الرابع و80 بالمائة بنهاية اليوم السابع.
وعلى العكس مع المجموعة التي تلقت علاجا وهميا بديلا، 28 بالمائة زالت لديهم أعراض المرض بنهاية اليوم الثاني و54 بالمائة بنهاية اليوم الرابع و 74 بالمائة بنهاية اليوم السابع.
إلا أن نسبة الفشل الإكلنيكي للمجموعة الأولي بعد اليوم الرابع أو الخامس كانت 4 بالمائة فقط في حين وصلت 23 بالمائة عند المجموعة الثانية التي تناولت العلاج الوهمي.
ضرورة تحديد الأطفال المستفيدين من العلاجأما الدراسة الفنلندية فقد ركزت على 319 طفلا تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و35 شهرا لسبعة أيام. وانتهت إلا أن فشل العلاج حدث في نهاية فترة الدراسة بنسبة 18.6 بالمائة في الأطفال الذين تناولوا المضادات الحيوية من نوع أموكسلين بالمقارنة بـ 44,9 بالمائة بين الأطفال الذين تناولوا علاجات وهمية بديلة.
وأوصى الباحثون في كلا الدراستين بعمل المزيد من الدراسات لتحديد الأطفال الذين سيستفيدون أكثر من العلاج بالمضادات الحيوية فمثل تلك البحوث سوف تقلل من الاستخدام غير الضروري للمضادات الحيوية وتمنع نمو بكتريا مقاومة لها.