بسم الله الرحمن الرحيم ..
هنا ورد منثور في ذاك الفناء ..
وهناك عصفور ينشد لنا أجمل الألحان ..
ينتشلنا رنين ضحكتهم من مأتم الأحزان ..
أشرقوا في حياتنا فـ أشرقت لنا كل الأيام ..
إنهم بهج الصباح و دفْء المساء ..
إنهم أطفالنا .. نَعم أطفال .. ولكنْ ..!
آلمتني ملامح السذاجة التي ارتسمت عليهم ..
مزقني ذاك الجهل الذي غمرهم ..
تساءلت هل يا ترى تلك براءة ..؟
تأملت وَ ملأت عيناي حد الشبع بـ تصرفاتهم , أسلوبهم ..
طريقة حديثهم مع أصدقائهم ومن في عمرهم ..
فلم أفسر ما رأيت إلا سذاجة ..!
سذاجة صغار ... خلفها الكبار ..
تجسمت أمامي بـ صورٍ شتى ,, وألوان أخرى ..
يا ترى من عن كل هذا مسؤول ..؟
ربما تجدون في حديثي شيئاً من المبالغة ..
ولكن في باطنها كارثة ..
حقاً كارثة أن زهور قلوبنا تنبت بين ثقوب الصخر ..
وهي آتية ومترعرعة من بيئة يعمها الجهل ..
جهل أفقد أبناءنا حسن التصرف ..
جهل أفقدهم رجاحة العقل ..
أفقدهم ذكاءً و إبداعاً كادا أن يميزهم ..
ولا أقصد هنا جهل التعليم ..
كلاّ .. أنه جهل في أمور الحياة ..!
كسل منا كــ أمهات وآبـاء في إيصال بعضاً مما
تعلمناهـ لأطفالنا ..
لـ يساعدهم في مواجهة ما يعارضهم ..
لـ يعلمهم حسن التصرف مع من يقابلهم ..
لـ ينبئهم من الوقوع في كيد الكائدين , ومكر الحاقدين
.. نعم أخياتي ..
ليست كل براءة في أطفالنا هي براءة ..!
جزءاً امتزج بـ بعض السذاجة , والتي تجعلهم عرضةً
للصيد من قبل من يفوقهم عمراً أو ذكاءً أو حيلة ..
لا تعرضي طفلك لذلك ..
علميه ونبهيه وتفرغي له قدر المستطاع ..
ولا تتركيه يصارع عواصف الحياة بـ مفردهـ ..
كوني عوناً لهـ ..
فو الله إن هذا الزمن مريب ..
وكثير هي المشاكل التي تواجه أبناءنا في البيت وخارجه ..
في المدرسة وفي الإجتماعات العائلية والنادي وغيرها ..
ويكون الطفل بـ مفردهـ ولا يستطيع الخروج من تلك المآزق ..
بل ولم تدر بـ مخيلته أن مثل تلك الأمور البسيطة سـ تحدث له ..
وربما تكون روتينية ولكن ..... الجهل ..
الجهل الذي خلفناهـ لأبناءنا أينع في داخلهم سذاجة ؛
دون أن نشعر بها أو حتى نتوقعها ..
ابني لـ طفلك شخصيته من الآن ..
أسيسهـ بـ قوة تأسيساً له وللزمن ..
تأسيساً يحميه بعد الله من ريح سـ تجرفه ..
تأسيساً يكّون له شخصيته المستقلة والتي لن تجعله
ألعوبة في أيدي غيرهـ أبداً ..
بل سـ يعتمد عن نفسه في كشف أقنعة كل مزيف أمامه ..
لا تقولي إنه طفل ...
بل حان الوقت الآن لـ نخرج أبنائنا من
تلك الدوائر المغلقة التي يعيشونها ..
حان لهم أن ينطلقوا بـ كل مواهبهم وأساليبهم ,
لـ يخوضوا الحياة بـ أفضلية وأريحية كما نريدها لهم ..
وتذكري غاليتي لن يتحقق ذلك وطفلك بين أحضانك فقط ..
بل عليك أن تقدميه للعالم بـ فكرهـ وعقله وبراءته ,
وكل مايملك ..
وحينها لن تخشين عليه من مصائب أفتكت بـ مجتمعنا ..
لن تخشين عليه من تحرش جنسي أصبح كابوس يؤرق منامنا ..
لن تخشين عليه من رفقاء سوء أرهقوا أفئدتنا ..
.. وأخيراً أختي الفاضلة ..
لا سذاجة في طفل إلا وكان خلفها آباء جاهلون , متكاسلون
أو قد يكونوا بخيلون في تعليم أطفالهم أساليب الحياة ,
وما لهم وما عليهم ..
مما يخلف ذلك سذاجة يتجرعها الصغار ولا ذنب لهم في هذا ..
فـ يتعرض ذاك الصغير للإيذاء و السخرية والمشاكل ..
أو الوقوع في مصيدة من به سوء ..
أو تجعله تلك السذاجة طفلاً وحدانياً متطفلاً ..
طفلٌ لا يفكر , لا يكتشف ما حوله ..
طفل اعتاد الأوامر دون ترك له أي مساحة للتعبير ..
سوا كبت وسيطرة .. وكأنهم في معكسر ومعتقل ..
لا في منزل يعمه وئام وحب ..
وهذي من الأمور المهمة والتي تشيء بـ داخل أبنائنا سذاجة ..
ومن ثم يكبر ذاك الصغير .. لا طموح له , لا اهتمامات له ..
دائم الوقوع في المخاطر , كفانا الله وإياكم شرها ..
تحياتي همس الوجدان