كتبهاأبو عاصم الجزائري ، في 22 يناير 2008 الساعة: 19:57 م
أيها المسلمون : تمر بالأمة الإسلامية في هذا الشهر المبارك ذكرى عظيمة ، ويوم من أيام الله تعالى نصر الله فيه أولياءه ، وأهلك فيه أعداءه ، إنه يوم عاشوراء ، الذي حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على صيامه شكرا لله تعالى على إنجائه لموسى ومن آمن معه ، وإغراقه لفرعون وقومه ، وملخص قصة موسى مع فرعون كالآتي :
كان مولد موسى عليه السلام في ظرف عصيب ، حيث كان فرعون يقتل كل وليد يجده لرؤية رآها فسرت له بأن صبيا سيولد يكون ذهاب ملكه على يديه ، فخاف وأصدر أوامره بإحصاء الحوامل وذبح كل من يولد ، ولكن الله تعالى أراد شيئا وفرعون أراد شيئا آخر ، وفي النهاية لا يكون إلا ما يريده الله تعالى ويقدر ، حيث أوحى الله تعالى إلى أم موسى عليه السلام بأن تجعله في صندوق وتلقيه في البحر وأخبرها بأنه سيأخذه عدو هو فرعون ويتربى في بيته وطمأنها بأن لا تخاف عليه ولا تحزن لأنه في حفظ الله تعالى ورعايته ، وشب موسى عليه السلام وترعرع في بيت فرعون ، ولما نبئ موسى وكلمه ربه أرسله إلى فرعون وقومه يدعوهم على توحيد الله تعالى ، ولكن فرعون علا واستكبر واستهزأ بموسى عليه السلام وطغى وتجبر وقال لقومه [ ما علمت لكم من إله غيري] ، وادعى الربوبية متبجحا بقوله : [ أنا ربكم الأعلى ]، وأيد الله تعالى موسى بالمعجزات التي تدل صدقه ، فعرضها موسى على فرعون ، فألقى عصاه بين يدي فرعون فتحولت إلى حية عظيمة وأدخل يده في جيبه ثم أخرجها بيضاء من غير سوء ، ولكن غرور فرعون جعل على قلبه غشاوة فلم يؤمن بهذين المعجزتين وأتهم موسى بالسحر وعد ما رآه نوع من أنواع السحر ، ثم جمع فرعون سحرته ليبطلوا ما جاء به موسى ولكن تبين للسحرة أن ما جاء به موسى عليه السلام ليس من قبيل السحر ، وإنما هو معجزة أيده الله تعالى بها ، فسجدوا وآمنوا به وبما جاء به فتوعدهم فرعون وهددهم ولكن لم يثنهم ذلك عما أحسوا به من الإيمان الذي خالطت بشاشته القلوب ، ولما يئس موسى عليه السلام من فرعون دعا ربه قائلا [ إن هؤلاء قوم مجرون] فأوحى الله تعالى إليه بأن يخرج من المدينة ليلا حتى لا يتفطن له فرعون وجنوده ، ولكن فرعون أحس بخروج موسى وقومه فتبعهم وجنوده ليلحقوا بهم حتى وصل موسى وبنو إسرائيل إلى شاطئ البحر فقال أصحاب موسى [ إنا لمدركون ] فصرخ موسى بقلب الموقن [ كلا إن معي ربي سيهديني ]فأوحى الله تعالى إليه بأن يضرب البحر بعصاه فامتثل أمر به فانفلق البحر إلى اثني عشر طريق وطمأنه بأن يعبر البحر ولا يخاف ، فعبر البحر مع قومه وتبعه فرعون فلما توسط فرعون البحر ونجا موسى أغرق الله تعالى فرعون مع قومه وطهر الأرض من شره . وهذه سنة الله تعالى مع من طغى وتجبر يقصم ظهر كل جبار ويجعل له نهاية تعيسة ليكون عبره لغيره .