نص خطاب بعث به الدكتور صالح الصقير ـ وفقه الله ـ يرغب في نشره :
بسم الله الرحمن الرحيم
المكرم د. محمد بن عبد الله الهبدان وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
برفقه قرار اللجنة الدائمة للإفتاء الصادر برقم 23631 وتاريخ 25/7/1427هـ والمتضمن فتوى اللجنة بوجوب قصر تدريب الطلاب على المرضى الرجال وتدريب الطالبات على المريضات من النساء وعدم جواز العكس.
وقرار اللجنة الدائمة للإفتاء والصادر بإجماع أعضائها يعتبر قرارا موفقا وحاسما لحفظ حقوق " الإنسان " سواء المرضى والمريضات ، كما انه يعتبر سندا شرعيا ونظاميا لطلاب وطالبات الطب الذين كانوا يقاسون أشد الحرج الشرعي والشعوري بسبب إلزامهم بمخالفات شرعية لا مبرر لها شرعا ولا تعليميا ، وإنما فرضها بعض الأساتذة الذين جمدوا - بلا وعي- على ما تعلموه في الدول الغربية دون النظر إلى مدى عقلانية النقل الحرفي لطرائق التعليم التي تطبق في مجتمعات تعتبر الدين والأخلاق أغلالا تعيق التقدم العلمي.
إنني أدعو زملائي الأفاضل أساتذة الطب كما تميزوا في علمهم وأدائهم المهني أن يؤصلوا لاستقلال أخلاقيات المهنة والتعليم الطبي بما يوافي احتياجات مجتمعنا وأخلاقياته الحضارية الإسلامية العريقة بصرف النظر عما تراه المجتمعات الأخرى مناسبا لخلفياتها الاجتماعية والدينية.
كما أدعو إعلاميينا خاصة ، إن كانوا فعلا يحرصون في صحفهم على مصلحة المواطن ... مريضاً وطالباً ومهنة ً، أن يتبعوا الحق بتجرد بصرف النظر عمن جاء به ، وألا يدفعهم البحث عن الإثارة الصحفية أو تصفية الحسابات مع خصومهم إلى مصادمة العقل والمنطق أو المزايدة على الحرص على المصلحة العامة أو إثارة الغبار في وجه المصلحين.
د.صالح بن عبد الله الصقير
كلية الطب – جامعة الملك سعود.
نص الفتوى
فتوى رقم (23631) وتاريخ 25/7/1427هـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي / د. صالح بن عبد الله الصقير والمستفتي د. صالح بن وصل الله الحربي والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (1124) وتاريخ 7/7/1427هـ وقد سألا سؤالاً هذا نصه : ( ما الحكم الشرعي في تدريب الطلاب على المريضات وتدريب الطالبات على المرضى الرجال علماً بأن الطلاب ليس لهم علاقة بمداواة المرضى ، وإنما هم يتدربون على معرفة علامات المرض وطريقة العلاج فقط ؟
هذا مع العلم بأن بعض الأقسام وبعض الأساتذة لا يلزمون الطالب والطالبة بفحص العورة المغلظة والثدي للجنس الآخر خاصة ، وإنما يستعيضون عن ذلك بنماذج مجسمة مشابهة إلى حد ما للطبيعي . والبعض الآخر يقولون : إن كليات الطب تعلم مهنة إنسانية تتجاوز الفروق الجنسية ، وإن النظر والتحسس لبدن وعورة المريض لا يثير شهوة الطلاب والطالبات ، ولذلك فإن الشك فيهم غير معتبر ، ولذلك فإنهم يلزمون كل طالب وطالبة بالكشف حتى على عورة الرجل والمرأة دون تفريق . وأحياناً نُسأل من قبل طلابنا عن حكم ما نقوم به ، ولم نجد لذلك السؤال جواباً فيما مضى من فتاوى أفتونا بتفصيل شاف ولكم من الله الأجر والمثوبة ) .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت :
بأن كل جنس يتدرب على جنسه ، فالطلاب يتدربون على المرضى من الرجال ، والطالبات يتدربن على المرضى من النساء ولا يجوز العكس ، امتثالاً للشرع المطهر الآمر بحماية الأعراض وستر العورات . ولا يلتفت – في هذا الباب – إلى ما يُدَعى من أن مهنة الطب مهنة إنسانية تتجاوز الفروق الجنسية ، فهو من تلبيس إبليس على عباد الله تعالى ، وما أكثره في هذا الزمان .. وبالله التوفيق .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
ــــ
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
عضو صالح بن فوزان الفوزان .
عضو عبد الله بن عبد الرحمن الغديان
عضو عبد الله بن محمد بن خنين
عضو عبد الله بن محمد المطلق
عضو محمد بن حسن آل الشيخ
عضو سعد بن ناصر الشثري
عضو أحمد بن علي المباركي