* السجائر والإدمان:
- حتى الآن وبالرغم من الدراسات العديدة التي تم إجراؤها فمازالت النتائج موجودة والتي تقر بأن الإدمان لا يأتي إلا بعد سنوات وإن كانت قليلة، لكن أحدث بحث يوضح أن الإدمان لا يستغرق إلا أيام.
أكد بعض العلماء في لندن، مقولة بعض المدخنين وإن لم يتم إثباتها علمياً بأنه تكفي سيجارة واحدة فقط لكي يصبح الشخص مدمناً.
وقد حاول الخبراء لأعوام عديدة تحديد المدة التي يستغرقها المدخن لكي يصل إلي حالة الإدمان، وقد قال دكتور (ريكارد هيرت) مدير وحدة إدمان النيكوتين بمايو كلينك بالولايات المتحدة: "أفضل إجابة هو ما بين سنة لسنتين .. كما يوجد شك بأن هناك العديد من الأشخاص عرضة للإدمان بشكل سريع ..".
وقد أظهرت نتائج بحث تم نشره في جريدة المؤسسة البريطانية الطبية للحد من استخدام التبغ، أنه العديد من الصغار ما بين سن 12 – 13 سنة قدموا دليلاً علي الإدمان السريع للسجائر في خلال أيام قليلة من تدخين أول سيجارة.
كما يقول دكتور (هيرت) بأن هذه النتائج قد تمكن العلماء من فهم طبيعة تركيب النيكوتين الإدمانية بل وتعطي إيماءاً بوجود تدخل كبير لعامل الجينات في هذه العملية الإدمانية.
وتم إجراء دراسة أخرى في جامعة ماساتشوسيتس عام 1998، حيث قام الخبراء بتتبع حوالي 681 مراهقاً ما بين 12 – 13 عاماً في سبعة مدارس علي مدار عاماً كاملاً ومراقبة عاداتهم الإدمانية ولم يضعهم الباحثين ضمن قائمة المدمنين لأنهم خضعوا للتعريف القياسي لإدمان النيكوتين وهو أن الإدمان لا يحدث بدون مدة طويلة من التدخين وبشراهة. وصنف العلماء الأعراض التي تشير إلي الإدمان إلي الآتي:
- الاحتياج الدائم للامساك بالسيجارة.
- الشعور بأعراض الإنسحاب أثناء عدم التدخين.
- فقد السيطرة علي النفس.
- عدم السيطرة علي كم السجائر التي يدخنها الشخص والتي تكون في تزايد مستمر وعلي فترات بين كل سيجارة وأخرى.
وحوالي 95 من هؤلاء المراهقين أوضحوا بأن البداية كانت بالتدخين غير المنتظم لحوالي سيجارة واحدة في الفم أثناء الاستذكار. وقد لاحظ العلماء أن حوالي 63% من هؤلاء المراهقين يعانون من عرض أو أكثر من أعراض الإدمان، وأن حوالي ربع النسبة منهم أصبحت تعاني من أعراض الإدمان في خلال أسبوعين، والنسبة المتبقية في خلال أيام قليلة.
أما عن ظهور الأعراض فقد أوضح 62% من هؤلاء المراهقين أن أول أعراض الإدمان ظهرت عليهم قبل تدخينهم للسجائر يومياً أو بمعنى آخر أن بداية هذه الأعراض جعلتهم يدخنون يومياً.
والنتيجة النهائية لهذه الدراسة يمكن أن تلخص في التالي:
"المحاولة لأيام وإن كانت قليلة، تصبح واقع أبدي طويل".