الرجل الشرقي لايبكي

! |×~الرَّجُلُ الشَّرْقِـي لا يَبْكِي ! |×~
البكاء حالة تنتاب الإنسان بعد التعرض لانفعال نفسي سواء كان هذا الانفعال حزناً أو فرحاً ولعلّ الحزن والألم هما الأكثر تهييجاً لغريزة البكاء ، إذاً البكاء مظهر من مظاهر التعبير عما يُخالج الإنسان من انفعالات يتعرض لها في حياته اليومية وبه تُفَرَّغ شحنة هذه الانفعالات التوترية فيشعر الانسان ببعض الارتياح .
لكن لو تساءلنا هل نحن نستخدم هذه النعمة كما يجب أم أن هناك إفراط وتفريط في استخدامها ؟ ولماذا الرجل في مجتمعنا لا يبكي في الغالب ؟ !!
من وجهة نظري أرى بأن نظرة الرجل الخاطئة تجاه البكاء هي ما تجعله يسئ استخدام هذه الفطرة . فالرجل العربي بشكلٍ عام يرى في البكاء انهزاميةً وضعفاً وخنوعاً وفقدانَاً للهيبةِ ، فليس بغريب على هذا الرجل وهو القوّام على المرأة أن يكبت مشاعره وأحزانه ويحصر دمعته تستغيث بين جفنيه حائرة تتخبط في عينيه ولكن ليس من منفذ !! . كل هذا من أجل أن يحافظ هذا المغوار على رجولته وهيبته ! غريب منذ متى أصبحت الرجولة مرتبطة بحبس وإطلاق الدموع !
لكن من المسؤول عن هذا الاعتقاد الخاطئ عند الرجل ؟ هل يولد الرجل لا يبكي ؟ برأيي أن هذا الاعتقاد أو هذه الفكرة المغلوطة هي واحدة من بين الكثير من الموروثات الفكرية الخاطئة التي نتوارثها جيلا بعد آخر وليست هي نظرة حديثة لها علاقة بالتغيرات التطورية في زمننا هذا أياً كانت هذه التطورات .
فمنذ القدم وحتّى الآن والمؤسسة التربوية المُصغرة " الأسرة " هي أول من يُنْشِئ ثم يُوطِّد هذه الفكرة في ذهن الرجل فنرى الأم أو الأخت أو حتّى الأب يخاطبون الصبي إذا بكى " شيه انتَ ابنيه عشان اتصيح " هذه العبارة الصغيرة كان لها سحرها الفعّال على ممر السنين والذي أسْفر عن تكوين فكرة خاطئة وهي بأن البكاء للمرأة فقط لأنها هي الضعيفة ووو .
ربما يسأل سائل لماذا نعمل على تغيير هذه الفكرة طالما أن الرجل يعجبه ذلك بل يفخر بأنه لا يبكي ! . في الحقيقة التفريط في استخدام هذه الغريزة له آثار سلبية فعندما يكبت الإنسان انفعالاته وأحاسيسه وحزنه ولا يُفَرّغ هذه الشحنات العاطفية بالبكاء في الوقتِ الذي يشعر فيه بالحاجةِ إليه فإنه قد يُعرّض نفسه لعللٍ كثيرة نفسية كانت أوعضوية ومن دون أن يشعر بأن السبب في تلك العلل قد يكون هذا الكبت المقصود لانفعالاته على ممر السنين والأيام . فقد يُصاب هذا الشخص بالقلق الدائم والاضطراب النفسي ، وعلى المستوى العضوي قد يُصاب بارتفاع في ضغط الدم أو يُبْتلى بقرحة المعدة وهنا أذكر عبارة شدّتني لأحد الأطباء النفسيين وهي " الدموع التي لا تجد منفذاً من العين تُبْكي الأحشاء " .
إذاً البكاء وسيلة فطرية لتخفيف حدة الهيجان والانفعال النفسي ، فلنستخدمها بالشكل الصحيح لنتفادى آثارالكبت السلبية .
خِتاماً نصيحتي للرجال .... ابكوا
تحياتي همس الوجدان