[وصف الحُور العين في جنات النعيم]
يــــا خَـاطِــب الحُـــور الحِسـان..........وطالباً لوصـالهــن بجـنةِ الحــيوانِ
لو كُنت تدري من خَطبت و من طَلبت.......بـذلــت مـا تحــوي من الأثمــانِ
أســرع و حُــثَ السيــر جهــدك....... إنـما مــسراك هــذا ساعــة زمانِ
حُور حِســان قــد كَمُلــن خلائــقا ً......و محـاسـناً مــن أَجــمل النســوانِ
كملت خلائــقها و أُكــمل حسنــها....كالبـدرِ ليـلَ الســتِ بعــدَ ثمــانِ
و الشمسُ تَجري في محاسن وجهـها...... و الليـلُ تَحَــتَ ذوائِــبِ الأَغصــانِ
حُمّــرٌ الخُــدُوُدُ ثُغُوُرهُــنَ لآلئِــوُ......سُــوُدُ العيـــونِ فَواتِــرٌ الأجــفانِ
والبرقُ يبدوا حيـنَ يبـــسُم ثغـرها...... فيـضــيءٌ سقـفَ القصــرِ والجـدرانِ
و لقــد رُوينـــا أن برقـاً ساطـعـاً.... يبــدوا فيـســألُ عنـهُ مــن بجــنانِ
فيُــقالُ هــذا ضــوءُ ثَغــرِ ضاحـكاً....فــي الجنـــة العلـيـا فمـا تريـــانِ
لله لاثِـــمُ ذلــك الثَـغــرِ الــذيِ....فــي لثـــمه إِدراك كُـــل أَمـــانِ
ريانـةَ الأعطــافِ مـن مـاءِ الشبـاب..... فغُصـنُـــــها بـالمــاءِ ذو جريـــانِ
والقدّ منـها كــالقضِـــيِبِ اللـدنّ....فــي حسـنِ القـوامِ كأوسـطِ القضبـانِ
لا الظـهر يلحـقهُ و ليـــسةُ ديــها.... بلـــواحـــقٍ للبـــطنِ و لا بــدوانِ
ولكِنَــهنَ كواعـــبٌ و نواهــدنُ....فثّــدُيُوهُــنَ كــأَحسَـــنِ الرمــانِ
و المِعصــمانِ فـإِن تشــأَ شبهــما....بسبـــيــكـتيــنِ عليهـــما كفــانِ
كالزبد ليـــناً في نعـومــة ملـمسٍ..... أصــــــدافُ دُر دُورَت بِـــــوزانِ
لا الحيضُ يغشاها و لا بول و لاشــــيءٌ.....مــــن الآفــاتِ فــي النـســــوانِ
و إذا يُجَامِعها تعـودُ كــما أتـــت..... بكــــراً بغــــير دم و لا نقصــــانِ
أقدامـها من فِضَــةِ قـد رُكـبــت..... مـن فوقِــها ســـاقـــانِ ملتـفـــانِ
و الريحُ مسـكٌ و الجســـومُ نواعــمٌ..... و اللـــونُ كاليــاقـوتِ و المـــرجانِ
فمــلاحةُ التـصويــرِ قبلَ غناجـــها.....هـــي أولٌ و هـــي المحــل الثـــانِ
و كلامُـها يسبــي العقــولَ بنغــمةٍ...زادت علــى الأوتــارِ و العيدانِ"الألحان"
بكراً فلــم يأخـذ بكــارتها ســوى......المـحبــــوبِ من إنــسِ و لا مـن جـانِ
يُعُطَى المُجَــامـعُ قُـوةَ المئـة التــي..... إِجــتمعـت لأقــــوى واحـدِ الإنــسانِ
و أَعفــهم فـي هــذهِ الدّنــيا هُـو.....الأقــوى هنــاكَ لزُهــدِه فـي الفـــانِ
فـأَجـمع قواكَ لما هــناكَ و غمـــضِ.....العيـــنانِ و إِصبـــر لســاعةِ لـزمــانِ
ما هنــا و الله مــا يسـوى قـلامـــةَ..... ظِــفــر واحــدةٍ تــــرى بجـنـــانِ
لا تُؤثر الأَدنَـى عَلى الأَعـــلى فَــإِن....تَفـعَـــل رجعــتَ بــذلــةِ و هـــوانِ
و إِذا بـدت في حُلــة من لِبســـها.....و تمايـــلت كتــــمايـــل النشـــوانِ
تهتـز كالغُـصن الرطيــب و حملــهُ.....وردٌ و تــفـــــاحٌ علـــى رمـــــانِ
و تبخـترت في مشـيـهــا و يحـــقُ......ذاك لمــثلـــها في جنـــة الرضـــوانِ
و وصائِفٌ مـن خلفِـــها و أَمامِـــها......و عـــلى شمائِـــلها و مــــن أَيمـــانِ
كالبـدرِ ليلـةَ تـمهِ قـد حُــف فــي..... غســق الدُجــا بِــكواكب المــــيـزانِ
فلسـانُهُ و فُــؤادُهُ و الطَــرّفُ فــي..... دهــشِ و إِعجــــابِ و فـــي سبحـــانِ
و يحارُ منهُ الطرفُ في الحـسنُ الــذ ي...... قـد أُعطــيت فالطـــرفُ كالحيـــــرانِ
و القلبُ قبـل زِفافــها فــي عُرســه...... و العُــرسُ إِثـــر العُـــرسُ متصــــلانِ
حتـى إِذا مــا واجهـتـــه تقابــلا....... أرأيــــت إِذ يتـــقـابــل القمــــرانِ
فَيرى محاسن وجهــه فـي وجـهـهـا....... و تـــرى محاسنـــــها بِـــهِ بعيــــانِ
فسل المتــيم هل يـــحلُ الصبــرُ عن.... ضــمِ و تقـبــــــــيلِ و عن فلـتـــانِ
و سل المتـيم أيـــنَ خلـفَ صبــرهُ.......فــــي أي وادٍ أم بــــأَي مـــــكانِ
و سل المتـيم كيــــفَ عِيشــتهُ إِذاً....... و هــما علــى فرشـيـهــما خلـــــوانِ
و سل المتـيم كيــف مجلـــسهُ مــعَ....... المحــبوبِ فــي رَوحِ و فـــي ريحــــانِ
و تَدُور كـاسـاتٌ الرحيــقِ عليهــما...... بـأكــفِ أَقـــــمارِ مِــن الولــــدانِ
يتــنازعـان الكـأس هـــذا مــرةً......و الخُـــوُدَ أُخــرى ثـــم يتـــــكئـانِ
فيضُـــمها و تضُـــمـه أرأيــــت...... معشُـــوقيــنِ بعـدَ البُعـدِ يلتـــقيــانِ
غابَ الرقـيــبٌ و غـابَ كُـل منـكدِ...... و هـما بثــــوبِ الوصـــلِ مشـتمـــلانِ
أتَراهُــما ضَجــرينِ من ذا العــيشِ..... لا و حيـاةِ ربــك مـا همـــا ضـجـــرانِ
و يزيدُ كلاً منــهما حبـاً لصـاحبـــهِ......جـــديـــداً ســـائِــــرَ الأزمــــانِ
و وصالـهُ يكــسوهُ حـــباً بعـــدهُ..... متـســــلـسـلٌ لا ينتــــهي بزمــــانِ
فالوصلُ مـحفـــوفُ بحــبٍ سابــقِ.....و بـــلاحــقِ و كـــلاهمــا صِنــــوانِ
يا سِلعة الرحمـن لســـتِ رخيــصةً......بــل أنــتِ غالـيــةٌ علـــى الكســـلانِ
يا سِلـعة الرحمــن كَيـفَ تَصّبَــرَ......الخُطــابُ عنـــكِ و هُـــم ذَوُ إِيمــــانِ
يا سِلـعة الرحمــن سُـوقُكِ كاسِــدٌ......و قــد عُرِضّـــتِ بأَبخـــص الأثمــــانِ
أتـرا يلــيق بعــاقلِ بيــعُ الـذي .......يـبقــــى و هــــذا وصفــهُ بالفـــانِ