قصيدة -غب ياهلال- للدكتورعبدالرحمن العشماوي..
غِبْ يا هلالْ..
إنِّــي أخــاف علـيـك مــن قـهـر iiالـرِّجـالْ
قِــــــــــــفْ مــــــــــــن وراء iiالــــغــــيــــمِ
لا تنشـر ضـيـاءَك فــوْق أعـنـاق iiالـتِّـلالْ
غِـــــــــــــــبْ يـــــــــــــــا هــــــــــــــــلالْ
إنــــــــي لأخــــشـــــى أنْ يُــصــيــبَـــكَ
- حــــيـــــن تـلــمــحــنــا - iiالـــخَـــبَـــالْ
أنـــــــــــــــا – يـــــــــــــــا iiهـــــــــــــــلالْ
أنا طفلةٌ عربيةٌ فارقـتُ أسْرتنَـا الكريمَـةْ
لــــــــــــــــــــــــــي iiقـــــــــــــصـــــــــــــةٌ
دمــويَّـــةُ الأحـــــداثِ بـاكــيــةٌ iiألــيــمــة
أنـــــــــــــــا – يـــــــــــــــا iiهـــــــــــــــلالْ
أنـــــــا مِـــــــن ضَــحــايـــا الاحــــتــــلالْ
أنـــــــــــــــا مَـــــــــــــــنْ iiوُلِـــــــــــــــدْتُ
وفــــــي فـــمِـــي ثَـــــــدْيُ iiالـهــزيــمَــهْ
شـاهـدتُ يـومـاً عـنْــدَ منـزِلِـنـا iiكتـيـبَـهْ
فـــــــــــــــــــــــــي يــــــــومِــــــــهـــــــــا
كـــــــــــانَ الـــــظــــــلامُ مــــكــــدَّســــاً
مِــــــنْ حـــــــول قـريــتــنــا iiالـحـبـيــبــةْ
فـــــــــــــــــــــــــي يــــــــومِــــــــهـــــــــا
ســــــــــــاقَ الــــجــــنــــودُ أبـــــــــــــي
وفــــــي عـيْـنــيــه أنـــهـــارٌ حـبـيــسَــهْ
وتَـجَـمَّـعَــتْ تِـــلْـــك الـــذِئَـــابُ الــغُــبْــرُ
فْـــــــــــي طـــــلــــــبِ iiالـــفـــريـــسَـــهْ
ورأيـتُ جندِّيـاً يحـاصـر جـسـم iiوالـدتـي
بـــــنـــــظـــــرتــــــه الـــــمُـــــريـــــبَــــــهْ
مــازلـــتُ أسْــمـــع – يــــــا هــــــلال ii–
مــــا زلــــتُ أســمـــعْ صـــــوتَ iiأمِّـــــي
وهـــــــــي تــسْــتــجـــدي الـــعـــروبَـــهْ
مـا زلـتُ أبـصـر نـصـل خنجـرهـا الكـريـمْ
صـــانـــتْ بــــــه الـــشـــرَفَ iiالـعـظــيــمْ
مــــســــكــــيــــنـــــةٌ iiأمِّـــــــــــــــــــــي
فــــــــــــقـــــــــــــد مــــــــــــاتـــــــــــــتْ
ومـــــا عَـلِــمــتْ بـمـوْتـتـهــا iiالــعــروبَــهْ
إنِّــــــــي لأَعــــجــــب يــــــــا iiهــــــــلالْ
يــتــرنَّــح الــمــذيـــاعُ مـــــــن طـــــــربٍ
ويَـــــنْـــــتـــــعِـــــشُ iiالــــــــــقـــــــــــدحْ
وتـــهـــيـــج مــوســيــقـــى iiالــــمَـــــرحْ
والمطـربـون يــردِّدون عـلـى مسامـعـنـا
تـــــــرانــــــــيــــــــم iiالـــــــــــفــــــــــــرَحْ
وبرامـج التلفـاز تـعـرضُ لـوحـةً للْتهنـئَـهْ
( عـــيــــدٌ ســعــيـــدٌ يـــــــا صـــغــــارْ ii)
والطـفـلُ فــي لبـنـانَ يـجـهـل iiمـنْـشَـأهْ
وبــراعــم الأقــصــى عــرايــا iiجـائــعــونْ
والّــــــــــــــــلاجـــــــــــــــــئـــــــــ ــــــــونَ
يــــــصــــــارعـــــــوْن iiالأوْبــــــــــئَــــــــــهْ
غِـــــــــــــــبْ يـــــــــــــــا هــــــــــــــــلالْ
قــــــــــــــــــــــــــــالـــــــــــــــــــ ـــــــــوْا ii:
سـتـجـلـبُ نـحـوَنــا الـعـيــدَ iiالـسـعـيــدْ
عــــــــــيــــــــــدٌ ســـــــعـــــــيـــــــدٌ ii؟؟!
والأرضُ مــــا زالــــتْ مـبـلَّـلَــةََ iiالــثَّـــرى
بــــــــــــــــــــــدمِ iiالـــــشَّــــــهــــــيــــــدْ
عـيـدٌ سـعـيـدٌ فـــي قـصــور iiالمتـرفـيـنْ
هـــرمــــتْ خُــطــانـــا يــــــــا iiهــــــــلالْ
ومــدى السـعـادةِ لــم يــزلْ عـنّـا iiبعـيـدْ
غِـــــــــــــــبْ يـــــــــــــــا هــــــــــــــــلالْ
لا تــــــــــأتِ بــالــعـــيـــد iiالــســعـــيـــدِ
مـــــــــــــــــــــــــع iiالأَنــــــــــــيـــــــــــــنْ
أنـــا لا أريـــد الـعـيـد مـقـطـوعَ الـوتـيــنْ
أتـــظـــنُ أنَّ الــعــيــدَ فــــــي حَـــلْـــوى
وأثــــــــــــــــــــوابٍ جــــــــــديــــــــــدَهْ ii؟
أتـــــظـــــنُ أنّ الـــعــــيــــد iiتَــهـــنـــئـــةٌ
تُــــســــطَّــــر فــــــــــــي جــــــريـــــــدهْ
غِـــــــــــــــبْ يـــــــــــــــا هــــــــــــــــلالْ
واطـلـعْ عليـنـا حـيـن يبـتـسـم iiالـزَّمَــنْ
وتـــــمــــــوتُ نـــــيــــــرانُ iiالــــفِــــتَــــنْ
اطــــــــــــلــــــــــــعْ عــــــلــــــيــــــنــــــا
حـيــن يُـــورقُ بابتسـامـتـنـا iiالـمـســاءْ
ويـــذوبُ فـــي طرقـاتـنـا ثَـلْــجُ الـشِّـتـاءْ
اطـــــلـــــع عــلـــيـــنـــا بـــالــــشــــذى
بـــالــــعــــز بــالـــنـــصـــر الـــمـــبـــيـــنْ
اطــلـــع عـلـيـنــا بـالـتـئــام iiالــشَّــمــلِ
بــــــــــيــــــــــن الـــمـــســـلـــمــــيــــنْ
هـــــــذا هـــــــو الــعـــيـــد الــســعــيــدْ
وســـــــواهُ لــــيــــس لــــنــــا iiبِــعـــيـــدْ
غِـــــــــــــــبْ يـــــــــــــــا هــــــــــــــــلالْ
حتى ترى رايات أمتنا ترفرفُ في شَمَمْ
فـــهــــنــــاكَ عـــــيــــــدٌ أيُّ iiعــــــيــــــدْ
وهنـاك يبتسـم الشقـيُّ مـع iiالسعـيـدْ
____________________
نعم.. غب ياهلال--