عن عباس بن يوسف قال:قال ميسرة الخادم:غزونا في بعض الغزوات فصادفنا العدو،فإذا بفتى إلى جانبي مقنع في الحديد، فحمل على الميمنة حتى ثناها، وحمل على القلب حتى ثناه.
ثم أنشأ يقول:
أحسن بمولاك سعيد ظنا******هذا الذي كنت له تمنى
تنح يا حور الجنــــــان عنا******ما لك قاتلنا ولا قتلنا
لكن على سيدنا اشتقـــــنا******قد علم السر وما أعلنا
قال: فحمل فقاتل فقتل منهم عددا.ثم رجع إلى مصافه فتكالب عليه العدو،فإذا به قد حمل على الناس وأنشأ يقول:
قد كنت أرجوا ورجائي لم يخب******أن لا يضيع اليوم كدي والتعب
يا من ملا تلك القصور باللعب******لولاك ما طابت ولا طاب الطرب
فحمل فقتل منهم عددا ثم رجع إلى مصافه فتكالب عليه العدو فحمل الثالثة وانشأ يقول:
يا لعبة الخلد قفي ثم اسمعي******ما لك قاتلنا فكفي و أربعي
ثم ارجعي إلى الجنان فأسرعي******لا تطمعي،لا تطمعي ، لا تطمعي
قال: فحمل فقاتل حتى قتل.