أمراض القلب المعنوية:ـ
ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة عن أمراض القلب المعنوية, منها قول الله تعالى: { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ) سورة البقرة: (109 ) وقوله تعالى : { ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد} سورة الحج (53 ) وقوله تعالى: ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) سورة محمد: (24) وقوله تعالى: ( بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا )سورة النساء من ألآية (155) وقوله تعالى: ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ) سورة الصف ( 5): وقوله تعالى :( ومن يؤمن الله يهدي قلبه والله بكل شيئ عليمٍ " سورة التغابن من ألآية (11) وقوله تعالى : ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) سورة الرعد (28) وقوله تعالى : ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم ) سورة الشعراء (88 ).
قال ابن القيم رحمه الله: القلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرئاسة، فسلم من كل آفة تبعده عن الله ، وسلم من كل شبهة تعارض خبره، ومن كل شهوة تعارض أمره، وسلم من كل إرادة تزاحم مراده، وسلم من كل قاطع يقطع عن الله .ولا تتم له سلامته مطلقا حتى يسلم من خمسة أشياء: من شرك يناقض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر، وهوى يناقض التجريد والإخلاص. وهذه الخمسة حجب عن الله، وتحت كل واحدة منها أنواع كثيرة، تتضمن أفرادا لا تنحصر.ولذلك اشتدت حاجة العبد، بل ضرورته، إلى أن يسأل الله أن يهديه الصراط المستقيم، فليس العبد أحوج منه إلى هذه الدعوة، وليس شيء أنفع له منها.."
أن الله عز وجل يعطي العبد من خيرات الدنيا وألآخرة بقدار ما في قلبه من الخير قال تعالى: " إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم ) سورةألأ نفال من ألآية ( 70 ) و العبد مؤاخذ على مافي قلبه إذاجزم عليه وعزم قال تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}. سورة المطففين. (14) وفي الأثر من أصلح سريرته أصلح الله علانيته ، ومن أصلح ما بينه وبين الله عز وجل أصلح الله ما بينه وبين الناس .
إن صحةالعمل مبنية على صحة ما في القلب وفساد العمل مبني على ما في القلب من الفساد قال تعالى : ( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " ) سورة الحج (32 ) فإذا صلح القلب صلحت الأعمال والتصرفات عن النعمان بن بشير ـ رضي الله عنهما ـ قال سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: " إن الحلال بين ، وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، إلا وهي القلب " وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير على قلبين أبيض بمثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه " وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " القلوب أربعة : قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر ، وقلب أغلف مربوط على غلافه ، وقلب منكوس ، وقلب مصفح ، فأما القلب الأجرد فقلب المؤمن فسراجه فيه نوره وأما القلب الأغلف فقلب الكافر وأما القلب المنكوس فقلب المنافق الخالص عرف ثم أنكر وأما القلب المصفح فقلب فيه إيمان ونفاق ، ومثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم فأي المادتين غلبت على الأخرى غلبت عليه " . وعن أنس ـرضي الله عنه ـ قال : كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكثر أن يقول " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا قال نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء " وعن عبد الله بن عمرو قال قيل لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أي الناس أفضل ؟ قال " كل مخموم القلب صدوق اللسان " قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب ؟ قال " هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد " . وقد ذم الله قسوة القلب الذي ظهر فى الأمم السابقة كاليهود وغيرهم , فقال سبحانه : ( ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمل فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ) سورة الحديد من ألآية (16 ) ، وقال تعالى : ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ) سورة البقرة من ألآية (27 ) قال ابن عباس : " والقلب القاسي أبعد ما يكون من الله , وصاحبه لا يميز بين الحق والباطل , ولا ينتفع بموعظة , ولا يقبل نصيحة " .
قال الله تعالى : ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ) سورة الحج اية (46) .قال د. زغلـول النجـار " جاءت الإشارة إلي القلب في القرآن الكريم بالإفراد والجمع , ومع عدد من الضمائر المختلفة (132) مرة, وجميع الناس إلي اليوم يعتقدون بأن القلب هو مجرد مضخة تضخ الدم الفاسد إلي الرئتين لتنقيته, وتتلقي الدم المؤكسد منها لتضخه إلي مختلف أجزاء الجسم وأولها المخ ـ الذي لو تأخر ضخ الدم إليه لثوان معدودة لهلك صاحبه ـ وفي ظل سيادة هذا الاعتقاد نجد أن القرآن الكريم قد تنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة بالتأكيد علي أن للقلب وظائف أخري منها أنه هو الذي يكسب الأعمال خيرها وشرها, وهو مكان الاطمئنان والأمن أو الانزعاج والخوف والرعب, وهو محل الشهادة أو إنكارها, ومحل الخير أو الإثم, ومحل الهداية أو الزيغ, وهو محل الفهم والفقه, أو سوء الفهم واللبس, وهو محل الرقة واللين أو القسوة والغلظة, وهو محل اليقين أو الريبة, والإيمان أو الكفر, واليقظة أو الغفلة, وهو محل التعقل ووزن الأمور أو تضييعها, ومحل البصيرة أو العمي, ومحل السلامة أو الحقد, ومحل القصد والعمد أو العشوائية والارتجال, وهو سبب الانفتاح علي أي من الخير أو الشر أو الانغلاق علي أي منهما, وهو محل الخشية والإنابة أو التبجح في المعصية والغي, ومحل التذكر والفطنة أو النسيان والغفلة, ومحل المحبة والرحمة والرأفة, أو الكراهية والغل والقسوة, ومحل الهداية أو الضلال, ومحل غير ذلك من الصفات التي تشكل شخصية الإنسان, لأن أعمال العبد إما أن تطهر قلبه وتزكيه أو تتجمع عليه كالران الأسود فتطمسه. . ومن الآيات القرآنية الكريمة ما يشرح ذلك ويؤكده ومنها قول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ:
1 ـ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم ) سورة البقرة (225).
2 ـ( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلي ولكن ليطمئن قلبي..) سورة البقرة (260).
3 ـ(... ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم) سورة البقرة (283) .
4 ـ( ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد) سورة آل عمران (8) .
5 ـ( سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوي الظالمين) سورة آل عمران(151).
6 ـ(... وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور) سورة آل عمران (154).
7 ـ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) سورة الأعراف (179).
8 ـ( إنما يستئذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون) سورة التوبة (45).
9 ـ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) سورة الرعد (28).
10 ـ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم) سورة النحل(106).
11 ـ(.. ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) سورة الكهف(28).
12 ـ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور) سورة الحج (46).
13 ـ( يوم لا ينفع مال ولا بنون* إلا من أتي الله بقلب سليم) سورة الشعراء (89,88).
14 ـ( وإنه لتنزيل رب العالمين* نزل به الروح الأمين* علي قلبك لتكون من المنذرين* بلسان عربي مبين) سورة الشعراء (195:192).
15 ـ(.. وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما) سورة الأحزاب (5).
16 ـ( أفلا يتدبرون القرآن أم علي قلوب أقفالها) سورة محمد (24)
17 ـ(.. ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون) سورة الحجرات (7) .
18 ـ( هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ* من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب) سورة ق (33,32).
19 ـ( إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد) سورة ق (37)
20 ـ(.. وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم..) سورة الحديد (27).
21 ـ(.. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم) سورة الحشر (10) .
22 ـ(.. ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم) سورة التغابن (11).
23 ـ( كلا بل ران علي قلوبهم ما كانوا يكسبون) سورة المطففين (14) .
كذلك جاءت لفظة ( صدر) في القرآن الكريم بالإفراد والجمع , وبالإسناد إلي عدد من الضمائر بمعني القلب (44) مرة . وهذه الإشارات كلها تؤكد أن للقلب وظائف عديدة غير مجرد ضخ الدم الفاسد إلي الرئتين ثم استقباله منهما " .
ولأمراض القلب المعنوية أسباب كثيرة من أهمها:
* التكبر بانواعه الثلاثة: الكبر على الله، وهو أشد من الكفر فلا يرضى بالله رباً، ولا إلهاً، والعياذ بالله , والكبر على رسول الله، فالكفار المتكبرون قالوا: لولا نُزِّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ,والكبر على عباد الله بتصعير الخد، أي: إمالة الخد والإعراض بوجهه والنظر شزراً، و تشديق الكلام وإخراجه بنغمة معينة بملئ الفم، و إذا جلس يقوم الناس بين يديه، وإذا مشى مشوا من خلفه، وحملوا متاعه، وإذا جلس يجلس متكئاً، ولا يرتضي بالدون من الثياب ملبساً، ولا يجلس مع الفقراء والمساكين ويزدريهم، فضلاً عن أن يجلس مع المرضى، وإذ تكلم معه أنسان بحق يستكبر وتأخذه العزة بالإثم ويقول أنا وأنا . قال المولى جلّ شأنه : ( كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار ) سورة غافر (35 ) وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : " لا يدْخُلُ الجنةَ مَنّ كان في قلبه مثقالُ حبَّة من كِبْر ، فقال رجل : إنَّ الرجلَ يحب أن يكون ثوبُه حَسَنا ، ونعلُه حسنة ، قال : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبِرْ : بطَرُ الحقِّ ، وغمطُ الناس "
* ألإعتداء و البغي وهو من أخطر المعاصي تُعجل عقوبته في الدنيا قبل الآخرة مع ما يدخر لصاحبه كما جاء من حديث أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ما من ذنب أجدر (أحق وأولى وأحرى) أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة (أي مع يؤجله له من العقوبة في الآخرة) من البغي وقطيعة الرحم" . ويقول الله تعالى : ( كذلك نطبع على قلوب المعتدبن ) سورة يونس من ألآية(74 ) .
* كثرة الكلام بغير ذكر الله وكثرة الضحك ، روي أن عيسى ابن مريم :ـ عليه السلام ـ قال : " لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد من الله ، ولكن لا تعلمون ، لا تنظروا في ذنوب العباد كأنكم أرباب ، وانظروا في ذنوبكم ، فإنما الناس رجلان : مبتلى ومعافى ، فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية " وقال رسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لاتكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب ، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي " ، وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب " .
* أكل الحرام ، وعدم التورع عن الآثام يُقسي القلب فلا يستجاب له دعاء وقد يكون أكل المال الحرام بطريقتين إما أن يكون الأكل الذي أكله حلالا ولكن أشتراه بمال حرام أو يكون أصل المال حلالا أخذه بعرق جبينه لكنه أشترى به خمرا ومخدرات وغير ذلك من الأمور المحرمة وكلاهما يقسيان القلب قسوة شديدة ، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " أبعد الناس من الله القلب القاسي.
يقول الامام الغزالي – رحمه الله" - : ابحث عن قلبك في ثلاث مواضع فإن لم تجده فاسأل الله أن يمن عليك بقلب : عند قراءة القرآن- عند الصلاة- عند ذكر الموت " . ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء، فإذا ترك الذكر صدئ، فإذا ذكره جلاه.
ونختم بما ذكره ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه القيم ـ زاد المعاد ـ عن أنواع الأدوية من الكتاب والسنة لعلاج القلب من الهم والغم والحزن حيث قال :
"هذه الأدوية تتضمن خمسة عشر نوعاً من الدواء ، فإن لم تقو على إذهاب داء الهم والغم والحزن ، فهو داء قد استحكم ، وتمكنت أسبابه ، ويحتاج إلى استفراغ كلي:
الأول: توحيد الربوبية .
الثاني: توحيد الإلهية .
الثالث: التوحيد العلمي الاعتقاد.
الرابع: تنزيه الرب تعالى عن أن يظلم عبده ، أو يأخذه بلا سبب من العبد يوجب ذلك .
الخامس: اعتراف العبد بأنه هو الظالم .
السادس: التوسل إلى الرب تعالى بأحب الأشياء ، وهو أسماؤه وصفاته ، ومن أجمعها لمعاني الأسماء والصفات : الحي القيوم.
السابع: الاستعانة به وحده.
الثامن: إقرار العبد له بالرجاء.
التاسع: تحقيق التوكل عليه ، والتفويض إليه ، والاعتراف له بأن ناصيته في يده ، يصرفه كيف يشاء، وأنه ماض فيه حكمه عدل فيه قضاؤه .
العاشر: أن يرتع قلبه في رياض القرآن ، ويجعله لقلبه كالربيع للحيوان ، وأن يستضيء به في ظلمات الشبهات والشهوات ، وأن يتسلى به عن كل فائت ، ويتعزى به عن كل مصيبة ، ويستشفي به من أدواء صدره ، فيكون جلاء حزنه ، وشفاء همه وغمه .
الحادي عشر: الاستغفار.
الثاني عشر: التوبة.
الثالث عشر: الجهاد.
الرابع عشر: الصلاة.
الخامس عشر: البراءة من الحول والقوة وتفويضهما إلى من هما بيده "
اللهم اهدنا لأحسن الأعمال والأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها، لا يصرف عنا سيئها إلا أنت و طهر قلوبنا من النفاق وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة إنك تعلم خائنة ألأعين وما تخفي الصدور , وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ..
جمعه وكتبه الراجي رحمة ربه ومغفرته
عبدالهادي بن عبدالوهاب المنصوري
جدة29/10/1431هـ