:: تفضلي هنا قبل دخولك مجلس النساء (آخر رد :الماسه)       :: عاجل الى الادارة (آخر رد :الحساس)       :: نصائح العقارات والحيل للحصول علي الممتلكات العقارية والقادمة (آخر رد :داماس ترك)       :: سائق في اسطنبول اسعار (2018) 😍 😍 (آخر رد :كنان)       :: معاملة . كوم | مجتمع المعاملات ، ضمان التعامل بسرية و حصانة (آخر رد :جاسم سلطان)       :: السلام عليكم (آخر رد :ابو يارا)       :: مشاركات محضورة (آخر رد :ام شيماء)       :: مشاهد مجزوءة من ذاكرة القرية (آخر رد :عيدان الكناني)       :: واحنا صغار (آخر رد :عيدان الكناني)       :: ............... (آخر رد :خير سعيد محبوب الغامدي)      
 
جريدة الرياض جريدة الجزيرة جريدة الوطن جريدة اليوم جريدة عكاظ جريدة المدينة جريدة الرياضي بنك الراجحي

 

 


الإهداءات



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-19-2010, 11:06 AM   #1
الشيخ
عبدالهادى بن عبدالوهاب المنصورى
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 48
افتراضي الكلمة الطيبة.

الكلمة الطيبة:
قال الله تعالى: (الم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء*تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله ألأمثال للناس لعلهم يتذكرون ) إبراهيم (24 -25 )
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله { مثلا كلمة طيبة } شهادة أن لا إله إلا الله { كشجرة طيبة } وهو المؤمن، { أصلها ثابت } يقول: لا إله إلا الله في قلب المؤمن، { وفرعها في السماء} يقول يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء،
وقال تعالى: ( والذاكرين الله كثيراً و الذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً ) سورة الأحزاب (35) .
وقال تعالى ( ولذكر الله أكبر) سورة العنكبوت (45) وقال تعالى (فاذكرني أذكركم )البقرة (152) .
وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم و خير لكم من إنفاق الذهب و الورق و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم و يضربوا أعناقكم قالوا بلى يا رسول الله قال ذكر الله " .
وبذلك فإن ذكر الله تعالى من أفضل القربات وأجلها ، و يتناول جميع الطاعات القولية والفعلية ، وإن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد والنحاس . وتفاضل الأعمال عند الله تعالى بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص والمحبة وتوابعها ، ومن هنا يجب على العبد المسلم في هذه الحياة الدنيا أن يحرص ويهتم برعاية قلبه وتفقده بين الفترة والأخرى بجلائه بتلاوة القرآن و كثرة الذكر وخير عبادة وأفضلها تؤدى باللسان والقلب بعد تلاوة كتاب الله الكلمة الطبية: لا إله إلا الله ، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " .
وهي وجيزة اللفظ قليلة الحروف خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان، وبها تكون النجاة من الكفر. من قالها عصم دمه وماله في الدنيا ، وإذا كان موقنـًا بها من قلبه نجا من النار في الآخرة ودخل الجنة . كما قال عليه الصلاة والسلام : " فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ". وفضلها عظيم منه:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : قال موسى " يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به قال يا موسى قل لا إله إلا الله قال يا رب كل عبادك يقولون هذا قال يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأراضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله ) رواه ابن حبان والحاكم وصححه ، وهذا الحديث أعله بعض المحدثين ولكن هناك من صححه كابن حجر ـ رحمه الله ـ فيرى أن الحديث صحيح وعلى كل حال ففضل لا إله إلا الله جاء في أحاديث كثيرة منها ما رواه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن نبي الله نوحاً ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما حضرته الوفاة قال لابنه : آمرك بلا إله إلا الله ، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعن في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن . ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة لقصمتهن لا إله إلا الله )
وعن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " إن الله يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل مد البصر ، ثم يقول أتنكر من هذا شيئا ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول لا يا رب فيقول أفلك عذر ؟ فقال لا يا رب فيقول الله تعالى بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول احضر وزنك فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فقال فإنك لا تظلم فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء " و عن أنس ـ رضى الله عنه ـ سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : قال الله تعالى ( يا ابن آدم لو آتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) .
وعن ابي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم قال ـ ‏:‏ " ‏من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ‏"‏ وقال ‏:‏ ‏"‏من قال سبحان الله وبحمده ، في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر " ‏‏متفق عليه‏ ‏‏.‏ وعن أبي أيوب الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال‏:‏ ‏" ‏من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، عشر مرات ، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل‏ "‏ .
و عن بن بريدة عن أبيه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " من قال حين يصبح أو حين يمسي اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء بنعمتك وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فمات من يومه أو من ليلته دخل الجنة " . وفي (الصحيحين) عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ما من عبد قال لا إله إلا الله ، ثم مات على ذلك ، إلا دخل الجنة " وروى مسلم عن عثمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله ، دخل الجنة "
وعن عمر بن الخطاب عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ ـ أو يسبغ ـ الوضوء ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء " رواه مسلم وزاد فيه الترميذي بعد ذكر الشهادتين : " اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين "
وعن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه . والجنة حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل " . قوله (من شهد أن لا إله إلا الله) أى من تكلم بها عارفاً لمعناها ، عاملاً بمقتضاها ، باطناً وظاهراً ، فلابد فى الشهادتين من العلم واليقين والعمل بمدلولها ، أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا يقين ولا عمل بما تقتضيه من البراءة من الشرك ، وإخلاص القول والعمل : فغير نافع بالإجماع .
لذلك يجب على كل مسلم أن يعرف معناها ويعمل بمقتضاها لينال بفضل من الله جزيل الأجر وعظيم الثواب ولها شروط ذكرها العلماء هي :
1ـ العلم بمعناها نفياً وإثباتاً ، بحيث يعلم القلب ما ينطق به اللسان .
قال تعالى ( فاعلم أنَّه لا إله إلا الله ) سورة محمّد(19) .
وقوله سبحانه ( إلا من شهد بالحقِّ وهم يعلمون ) سورة الزخرف (86) . وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة (رواه مسلم . ومعناها: لا معبود بحق إلا الله ، والعبادة : هي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
2ـ اليقين وهو كمال العلم بها المنافي للشك والريب.
قال تعالى ( إنَّما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثُمَّ لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصَّادقون ) سورة الحجرات ( 25) . وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " أشهد أن لا إله إلا الله ، وآني رسول الله ، لا يلقى الله بهما عبدٌ غير شاك فيهما إلا دخل الجنة " رواه مسلم .
3ـ الإخلاص المنافي للشرك..
قال تعالى ) ألا لله الدين الخالص ) سورة الزمر ( 3) ، وقوله تعالى ( وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) سورة البينة ( 5 ) .
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً مخلصاً من قلبه " رواه البخاري .
5ـ المحبة لهذه الكلمة ولما دلت عليه ، والسرور بذلك.
قال تعالى ( ومن النَّاس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبُّونهم كحبِّ اللهِ والَّذين آمنوا أشدُّ حُباً لله ) سورة البقرة ( 165) .
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار ( متفق عليه .
6ـ الصدق المنافي للكذب المانع من النفاق .
قال تعالى ( فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) سورة العنكبوت ( 3). وقال تعالى ( والَّذي جاء بالصِّدق وصدَّق به أولئك هم الْمتَّقون ) سورة الزمر ( 33) . وقال صلى الله عليه وسلم " من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله ، وأنَّ محمّداً رسول الله صادقاً من قلبه دخل الجنة" رواه أحمد .
7ـ الانقياد لحقوقها : وهي الأعمال الواجبة إخلاصاً لله وطلباً لمرضاته.
قال تعالى ) وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ) سورة الزمر (54). وقال تعالى ( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسنٌ فقد استمسك بالعُروة الوُثقى ) سورة لقمان ( 22) .
8ـ القبول المنافي للرد.. فقد يقولها من عرفها لكن لا يقبلها ممن دعاه إليها تعصباً أو تكبراً.
قال تعالى ( إنَّهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا اللهُ يستكبرُون ) سورة الصافات ( 35) .
و إتماماً للفائدة فإن للأذكار بصفاتها المتعددة الصحيحة و المأثورة فوائد كثيرة أورد منها بن القيم الجوزية في كتابه الوابل الصيب أكثر من مائة فائدة ـ انصح باقتنائه مع كتاب الأذكار للإمام النووي وحصن المسلم لسعيد القحطاني ، وكتاب أذكار الصباح والمساء للشيخ بن عثيمين ـ
نسأل الله سبحانه بصفاته العلى وأسمائه الحسنى أن يجعلنا من الذكرين له كثيرا وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته إنه ولى ذلك والقادر عليه وصلى على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ،،،،،
كتبه وجمعه الراجي رحمة ربه
عبدالهادي بن عبدالوهاب المنصوري
جدة 6/7/1431هـ

عبدالهادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-19-2010, 01:47 PM   #2
عضو ادارة المنتدى
 
الصورة الرمزية عبدالله محمد مرزن
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الإقامة: الـــســــعــــــــــــوديــــــــــــــه
المشاركات: 3,030
افتراضي

جزاك الله خير على هذه الكلمه الطيبه / يحفظك ربى , اللهم امين

لك منى تحيه

__________________

واخـــــــــــضــــــــع لا مـــــــــك وارضــــــــــهــــــــــا فـــعـــــقو قــــهــــــــا إحــــــــــدى الكــــــــبـــــــــــر

عبدالله محمد مرزن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-19-2010, 02:45 PM   #3
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الإقامة: بلجرشي
المشاركات: 4,011
افتراضي

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]

منصور محمد الرويعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-19-2010, 06:52 PM   #4
المدير العام
 
الصورة الرمزية المهاجر
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
الإقامة: جدة
المشاركات: 1,221
افتراضي

السلام عليكم ورحمة :

أخي الفافضل بارك الله في جهودك والحقيقة إختيار موفق للموضوع ويؤسفني أنني لم أتابع ماكتبته من قبل وذلك لانشغالي وعدم استقراري ..... وتقبل مني هذه الاضافة التي أنقلها والتي لا تغني عما كتبت أنت وفقك الله

الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة
ثبت في الحديث أن أفضل كلمة قالها الناس قول: لا إله إلا الله؛ تلك الكلمة التي قامت عليها السماوات والأرض، وهي الكلمة الفصل بين الحق والباطل، وهي فيصل التفرقة بين الكفر والإيمان، إنها خير كلمة عرفتها الإنسانية، تلك الكلمة التي أخذها الله سبحانه عهداً على بني آدم، وهم في بطون أمهاتهم، وأشهدهم عليها، قال تعالى: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا }ـ الأعراف:172 ـ .
ولأهمية كلمة التوحيد ودورها في حياة الأفراد والأمم، فقد ضرب الله لها مثلاً في القرآن، فقال سبحانه: {ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون *ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار }ـ إبراهيم:24-26 ـ .
يذكر المفسرون أن المراد بـ (الكلمة الطيبة )شهادة أن لا إله إلا الله، أو المؤمن نفسه، وأن المراد بـ (الكلمة الخبيثة ) كلمة الشرك، أو الكافر نفسه .
وهذا المثل القرآني جاء عقيب مثل ضربه سبحانه لبيان حال أعمال الكفار، وهو قوله تعالى: {مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف }ـ إبراهيم:18 ـ ، فذكر تعالى مثل أعمال الكفار، وأنها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، ثم أعقب ذلك ذكر مثل أقوال المؤمنين .
ووجه هذا المثل أنه سبحانه شبه الكلمة الطيبة -وهي كلمة لا إله إلا الله وما يتبعها من كلام طيب - بالشجرة الطيبة، ذات الجذور الثابتة والراسخة في الأرض، والأغصان العالية التي تكاد تطال عنان السماء، لا تنال منها الرياح العاتية، ولا تعصف بها العواصف الهوجاء، فهي تنبت من البذور الصالحة، وتعيش في الأرض الصالحة، وتجود بخيرها في كل حين، ثم تعلو من فوقها بالظلال الوارفة، وبالثمار الطيبة التي يستطيبها الناس ولا يشبعون منها، فكذلك الكلمة الطيبة تملأ النفس بالصدق والإيمان، وتدخل إلى القلب من غير استئذان، فتعمل به ما تعمل .
وقد روى الطبري عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله تعالى: {كلمة طيبة }، قال: هذا مثل الإيمان، فالإيمان الشجرة الطيبة، وأصله الثابت الذي لا يزول الإخلاص لله، وفرعه في السماء، فرعه خشية الله .
وهذه الشجرة أيضاً مثلها كالمؤمن، فهو ثابت في إيمانه، سامٍ في تطلعاته وتوجهاته، نافع في كل عمل يقوم به، مقدام مهما اعترضه من صعاب، لا يعرف الخوف إلى قلبه سبيلاً، معطاء على كل حال، لا يهتدي البخل إلى نفسه طريقاً، فهو خير كله، وبركة كله، ونفع كله .
وعلى هذا يكون المقصود بالمثل تشبيه المؤمن، وقوله الطيب، وعمله الصالح، بالشجرة المعطاء، لا يزال يُرفع له عمل صالح في كل حين ووقت، وفي كل صباح ومساء .
أما الكلمة الخبيثة، وهي كلمة الشرك - وما يتبعها من كلام خبيث - فهي على النقيض من ذلك، كلمة ضارة غير نافعة، فهي تضر صاحبها، وتضر ناقلها، وتضر متلقيها، وتضر كل من نطق بها، وتسيء لكل سامع لها، إنها كلمة سوء لا خير فيها، وكلمة خُبْثٍ لا طيب فيها، وكلمة مسمومة لا نفع فيها
فهي كالشجرة الخبيثة، أصلها غير ثابت، ومذاقها مر، وشكلها لا يسر الناظرين، تتشابك فروعها وأغصانها، حتى ليُخيَّل للناظر إليها أنها تطغى على ما حولها من الشجر والنبات، إلا أنها في حقيقة أمرها هزيلة، لا قدرة لها على الوقوف في وجه العواصف والأعاصير، بل تنهار لأدنى ريح، وتتهاوى لأقل خطر يهددها
إذ ليس من طبعها الصمود والمقاومة، وليس من صفاتها الثبات والاستقرار، إنها شجرة لا خير يرتجى منها، فطعمها مر، وريحها غير زاكية، فهي شر كلها، وخبث كلها، وسوء كلها
وهكذا الكافر، لا ثبات له في هذه الحياة ولا قرار، فهو متقلب بين مبدأ وآخر، وسائر خلف كل ناعق، لا يهتدي إلى الحق سبيلاً، ولا يعرف إلى الخير طريقاً، فهو شر كله، اعتقاداً وفكراً، وسلوكاً وأخلاقاً، وتطلعاً وهمة .
روي عن قتادة في هذه الآية (أن رجلاً لقي رجلاً من أهل العلم فقال له: ما تقول في الكلمة الخبيثة ؟ قال: لا أعلم لها في الأرض مستقراً، ولا في السماء مصعداً، إلا أن تلزم عنق صاحبها حتى يوافي بها يوم القيامة ) .
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سبحانه: {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار }، قال: ضرب الله مثل الشجرة الخبيثة كمثل الكافر. يقول: إن الشجرة الخبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، يقول: الكافر لا يقبل عمله، ولا يصعد إلى الله، فليس له أصل ثابت في الأرض، ولا فرع في السماء. ـ رواه الطبري ـ.
على أنه قد ورد في بعض الروايات أن الشجرة الطيبة التي ورد ذكرها في الآية هي شجرة النخل، وأن الشجرة الخبيثة هي شجرة الحنظل؛ يرشد لذلك ما رواه أبو يعلى في ـ مسنده ـ عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بطبق عليه ثمر نخل، فقال: مثل {كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء *تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها } هي النخلة ، {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار } قال: هي الحنظل .
وروى الطبري عن أنس رضي الله عنه في قوله تعالى: { ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة }، قال: تلكم الحنظل، ألم تروا إلى الرياح كيف تصفقها يميناً وشمالاً ؟
فإذا كانت الشجرة الطيبة رمز العطاء والبذل، فإن كلمة التوحيد رمز العبودية لله، ودليل الإخلاص له، وبرهان الاعتماد عليه. وإذا كانت الشجرة الطيبة عنوان الخير والجود، فإن المؤمن خير كله، وبركة كله، وطيب كله .
ولا شك أن القرآن حين يضرب مثلاً لكلمة التوحيد أو للمؤمن بالشجرة الطيبة الخيرة المعطاء، يكون قد أوصل الفكرة التي أراد إيصالها بشكل أكثر وضوحاً، وأشد بياناً من أن يأتي بتلك الفكرة مجردة، خالية من أي تمثيل أو تشبيه .

__________________

دع الأيام تفعل مـا تشـــاء وطب نفسا إذاحكم القضاء

ولا تجزع لحــادثة الليـالي فما لحوادث الدنيـا بقــاء


***


وكنرجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفـاء

المهاجر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-23-2010, 05:54 PM   #5
عضو ادارة المنتدى
 
الصورة الرمزية عبدالله محمد مرزن
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الإقامة: الـــســــعــــــــــــوديــــــــــــــه
المشاركات: 3,030
افتراضي

جزاك الله خير اخى على هذا التوضيح . واسال الله أن لا يؤخذنا بما قلنا .

لك منى تحيه والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

__________________

واخـــــــــــضــــــــع لا مـــــــــك وارضــــــــــهــــــــــا فـــعـــــقو قــــهــــــــا إحــــــــــدى الكــــــــبـــــــــــر

عبدالله محمد مرزن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
الحقوق محفوظة لمنتدى قرية المصنعة 1426هـ
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78