![]() |
أدعوا لهذا الميت بالرحمة
بسم الله الرحمن الرحيم هذه ورقة كانت على قارعة الطريق أعجبني مضمونها فأحببت نقلها عسى أن تعجبكم : النص الذي كتب بها : يقول الكاتب الأصل : الصدق قصة أعجبتني وأعجبت بصاحبها لأنها تحمل الصدق كل الصدق في أن الصدق مات ، ولأنها تحمل التصوير الحي لتمثيل الحقائق في طابع فلسفي رائع ، إن صاحب القصة مواطن هنا في الرياض ، أما القصة التي صورها فأحسن إبداعها ، هي أنه ذات يوم ، وكان الناس قد تهيئوا لصلاة الفريضة في أحد المساجد ، أتى بجذع نخل مكفن يشبه إلى حد كبير شكل الميت وامتداده وطوله ، وبعد أن أنهى المصلون صلاتهم قام وحمل الميت " الجذع " بين يديه وقدمه للإمام كي يصلى عليه الناس كعادتهم بعد كل فريضة ، وتمت بالنسبة إلى المرحوم " مراسم صلاة الجنازة ...وحمله بين ذراعيه ، وبين شفتيه ابتسامة كبيرة تحمل شيئا من دهاء وسخرية ، وحين سأله بعضهم عن صلته بالمرحوم . وتقدم إليه بعضهم معزيا في مصابه لم يكن منه إلا أطلقها عبارة صحيحة فصيحة ملؤها المعاني والحكمة ، إنها جنازة المرحوم " الصدق " لقد مات ، وصلينا عليه وسنقبره اللحظة ، فليهنأ الناس وليقولوا من الكذب ما شاء لهم القول ، فإنه لم يعد هناك صدق ليحاسبهم أو يذكرهم بوجوده ، ما أروعها من حكمة نطق بها عاقل حكيم رغم ما يقول الناس عنه !وبعد أخي ، لقد انقضت الأعوام ، وانطوت بعد أن شيع جثمان الصدق إلى مثواه الأخير ( أقول : هذه الكلمة لا يجوز قولها عن أي ميت لأن القبر مرحلة بعدها القيامة ) دون أن يترحم عليه أحد ، ودون أن تشفعه عين بدمعة حزينة ، فماذا بعد كل هذا ؟ إنه الكذب ، أنها الأقسام الحانثة ، مواعيد عرقوب .إنها الأمانة التي انتزعت من بين أيدي الناس حتى لم نعد نحس بها ، وإلى أن بتنا نستهجن ذلك الصادق البريء ، ونصفه بالسقم ،بالغباوة و بالغفلة ، إن الكذب بات فضيلة لدينا ! فضيلة ترفع في مقياس العبقرية الذكاء لصاحبه ، وصفة مرهوبة الجانب تدفعها إلى احترام ذلك البذيء طويل اللسان الفائض العبارات المخاتلة الخادعة ،أهذا هو الشرف أخي المسلم ؟ ألمثل هذا يأمرنا الدين وتدعونا الفضيلة ؟ ! أفي الإنسانية ؟ أفي الأخلاق ؟ أفي المثل العليا ما يدفعنا إلى التمسك بكل ما من شأنه أن يخضع حياتنا للشيطان وما يدعوا إليه الشيطان من كذب وسباب ونفاق وجدل ؟ أقسم لك بالله أن شيئا من هذا لا يقره الشرف ، ولا يرضاه الدين ، ولا تستسيغه الفضيلة والإنسانية والأخلاق ، إن الصدق منجاة لي ولك من كل خطل وخطيئة ، فمن الصدق ألا أخونك ، ومن الصدق ألا أهينك ، ومن الصدق ألا أسيء إلى علاقتي بأحد ، ومن الصدق ألا أغمط حقا لإنسان اؤتمنت عليه وعلى رعايته ، ومن الصدق ألا أغمض جفنا ملأته آلام الواقع بالنسبة إلى الآخرين ،ومن الصدق أن نبدو بسطاء ووسطاء بين خصم وآخر تنازعتهما مشكلة ، وأن نحلها بكل نزاهة وعدالة وقوة . تلك أطراف من الصدق ، عناصر كلها تحوي ما يعنيه الصدق من فضيلة وسماح فهل افتقدنا كل هذه العناصر ؟ ! هل ماتت جميعها وكفنت مع جثمان " المرحوم " ثم أودعت القبر حتى لا ترى نور الشمس والحياة ؟ ! إنني في حيرة من واقع لا صدق فيه، وأكاد أقول بكل عقيدة وثبات: إنها ماتت دون أن يكون لها الأثر في واقعنا. فليرحمها الله ، ولعف الله عنا نحن الخاطئين ، فكم ظلمنا أنفسنا نحن وظلمنا مع أنفسنا الناس . انتهى كلامه . أقول هذا واقع فعلينا أن نراجع أنفسنا فالكذب مذموم والصدق محمود ( واتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) |
مشكور وااااااايد
|
الساعة الآن 11:37 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
الحقوق محفوظة لمنتدى قرية المصنعة 1426هـ