عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2008, 01:21 AM   #1
كاتب ألماسي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,037
افتراضي مطويات من تحت الباب (8)

بسم الله الرحمن الرحيم

مطويات من تحت الباب (الثامنة)

• في لحظة حزن عميق يشطر القلب إلى نصفين , نصف مزدحم بالحاضرين فيه اليوم , والنصف الآخر ضربت عليه بسور يتوسطه باب قفله ضبه ومفتاح , حتى إذا استبد بي الحنين , أخذت المفتاح ونفذت إليهم خلسة !
• وعلى هذا الحال تمضي بي الأيام , إلى أن خنقتني العبرة ذات يوم من مشهد حياتي ظالم , وكعادتي اخترت أن أدخل النصف المغلق من القلب , إلى هنا والأمر طبيعي , فلن يتعدى الأمر دمعتين يمسحها أحدهم ولو بطرف كمه ثم يرتب على كتفي أو يضمني إلى صدره , وأخرج إلى النصف الثاني وكأنه لم يحدث شيء , إلا أن المفاجأة كانت بانتظاري , فلم أجد المفتاح , ولم أعد متأكداً هل أعدته إلى مكانه المعهود أم مازال معلقاً بين فكي الضبة !
• زادت ضربات قلبي , وأخذ العرق يتصبب من جبيني , ونبرة صوتي تغيرت , من حولي لا يدرون ماذا يحدث في الداخل , هذا يضحك على مشهد في قناة فنون , والآخر يحل الواجب خوفاً من المعلم , وتلك تريد بعض المراجع , وأم العيال تسرد عليّ آخر أخطاء العاملة المنزلية , وأنا , أنا , غصة أطبقت على عنقي , وعبرة تراجعت لتزيدني قهراً .
• تماسكت , وأظهرت رباطة جأش قائد منتخب للتو ولكن بدون تصويت فضائي ، أو ناخبين وبراميل اقتراع ، أو حتى دائرة انتخابية وهمية , فمثلي لا يستسلم لمفتاح تذكرت أنني في آخر زيارة للنصف الآخر من قلبي , استحلفتهم أن يحتفظوا به , فإلى متى أنا من يتذكرهم ويسأل عنهم ، ويفتح الباب عليهم ليطمئن عليهم , ويتفقد أحوالهم , فمن حقي عليهم أن يبادلوني المشاعر والاهتمام والحنين بمثله .
• عندما تذكرت ذلك , هدأت نفسي , وعادت ضربات قلبي إلى معدلها الطبيعي , ولازلت أنتظر أن يتهور أحدهم ويخرج ليرى ماذا يحدث معي , وينكد عليّ , ويكدر خاطري , المهم يفعلها ولو مرّه !
9/11/1429هـ

قاصد خير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78