قليلاً من الحب !
حبيتي ، امنحيني بعض الوقت كي ألتقط أنفاسي ، أبتعد فيه عن عالمك ، فما عدت ذاك النبع الصافي ، صدقيني لا أعلم لماذا ؟! ، فقد أصبحت أخشى أن أكون مجرد حالة طارئة على مجرة الحب .
لاتستغربي قولي هذا ، فأصدق اللحظات لا تأتي إلا نادراً ، وأن حلت بنا خرجت كلمات كانت خامدة ، لتشعل ناراً من رماد نفايات أوجاعنا .
أعلم كم سيصبح عالمك موحشاً ، وتغدو آهاتك تراتيل باكية في جوف لياليك المقبلة ، وتزهر نباتات غريبة وخز شوكها يدمي أوجان قلبك المخضب بلامحي ، وتسري في عروقك مناحات العذارى لفرسان اعتلوا صهوات جيادهم لساحات الحروب الغادرة ، ويشحب وجهك القمحي ، وتضمر شفتيك المكتنزتين ، ولا يبقى أثراً لقبلاتي على خديك ، وتتصاعد ثورة غضبك لتحطمي ذكرياتنا ، وتمزقي فساتين سهراتنا ، وتبعثري هدايانا على قارعة طريق فراقنا !
....
أرجوك ، إهدائي ، وتأملي كلماتي جيداً ، فما زلت أحبك ، وحبيبك الأخير ، وكل ما أطلبه منك قليلاً من الحب ، قليلاً من الوقت أذهب فيه إلى رحلة لا نساء فيها برفقة صديق ، أو سهرة مع الأصحاب خالية من الكؤوس وما يدير الرؤوس ، أو اعتكافٍ إلى ربي أتطهر فيه ممّا علق بي من الآثام ، لأعود بعدها إليك متجدداً تسعدني لفتاتك وضحكاتك وشقاوتك وكل ثوراتك .
فقط قليلاً من الحب ، فقد اشتقت إلى نفسي كاشتياقك إليّ في غيباتي وأكثر بعد ، لأنني بكل صدق إن لم أحب نفسي فلن أعشقك !
3/11/1430هـ