منقوله وهي لـ ( عيسى عدوي ) بعنوان :
حتَّــــــــــام؟
هل لي إلى بسماتِ وجهك مطمع
إني إلى ذاك الســنا أتطلــع
حتى متى تبقــى تأن وتدمـع
و علام لا تمحو الوجوم و ترفع
هل صار طبعُك أن تظل (مُكشرا)
و على جبينـكَ غُمـة لا تقشع
يا صاحبـي إن الحيـاة جميلة
وا لشمسُ فيها كل يـوم تطلع
فأترك حزيـن الذكريـاتِ فإنها
عبرت و ما عاد التأسـف ينفع
وإبحث لنفسِك عن جديـدٍ علَّها
تصفو الحياة فتستفيـد و تُبدع
السرُ فـي هـذي الخليقـةِ أنه
إن عشتَ يوماً في غـد ستودع
فإجعل لنفسك لحظـة تصفو بها
ما دُمت تعـرفُ أنهـا لا ترجع
أوما عجبت لأمر ربك في السما
الأمر يصدر والملائـك تصـدع
فترى مزون الغيث نحوك أقبلت
والماء منسكب يهيـج ويخضع
والأرض تؤمر أن تجود فتكتسي
بـرد الجمـال وحلـة لا تخلـع
فارفق بنفسك فالصخور تصدعت
والقفر يسكنـه الربيـع فيمـرع
والقبـر أمـر الله ليـس يـرده
فعل الفتى مهما يقـول ويصنـع
لا تظلم الريحان حيـث وضعتـه
فالأمر ليس إليه أيـن سيوضـع
والنور في وجه الحبيب مشعشع
فيض القلوب على العيون فتلمع
الحسن تعشقه النفوس وتنتقـي
فإذا التقتـه فـلا تعـود تـودع
والقبح تمقته النفـوس وتتقـي
فـإذا رأتـه تعاورتـه فيرجـع
الموت حـق والمقابـر رحلـة
والقلب من ذكر المنيـة يجـزع
والذكر يفعل في القلوب عجائبـا
تصفو النفوس فتستجيب وتدمع
والله قد وصف القلـوب بأنهـا
من ذكره ترنـو اليـه وتخشـع
وكذاك وصف الأرض حين يمسها
قطر الندى تهتز منهـا الأربـع
فالشرق يمطر والشمال خمائـل
وعلى الجنوب سحائب لا تقشـع
والغرب يزهر والـورود حرائـر
تنشق عنها الأرض وهي تمنَّـع
والله قـد وعـد العبـاد بجنـة
خضراء تسكنها النفوس وتهجع
والنفس تسعى كي تفوز بشربـة
من حوض طه والخطايـا تمنـع
لكن عفـو الله مقصـود الفتـى
يسعـى اليـه بهمـة لا تجـزع
والخير في هذي النفوس بذيـرة
تحتاج بعض الماء حتـى تطلـع
فارفق بنفسك والتمس عذرا لها
لا تأسفـن علـى قديـم يخلـع
هذا الربيع أتـاك لا تهـزأ بـه
ودع النفـوس بحسنـه تتمتـع