بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتم بخير, اسأل الله لي ولكم ولجميع المسلمين القبول لصالح أعمالنا, وأن يتجاوز عنا تقصيرنا.

وأسأله تعالى أن يتقبل منا ومنكم الدعاء, وأن يتجاوز عن الأخطاء, وأن يبعد عنا وعنكم الهم والعناء, وأن يجعلنا وإياكم نعيش في هناء, وأن يجعل أعمالنا خالصة من غير مراء, وأن يخفف عنا وعنكم الغلاء, وأن يجعلنا من أهل الولاء والبراء, فإن هذه الدنيا دار فناء, والآخرة دار البقاء.

فإن الدنيا دار التهاء, يكثر فيها الشقاء, ويعظم فيها البلاء, وقد كثر فيها الغثاء, وتصور الصغير بصورة العظماء, ووضع الجهلة بمنازل العلماء, وتفيقه فيها من زاد به الغباء.

والعاقل من اعتمد طريقة الانزواء, والبعد عن المواء والعواء, ومن بهم خواء, أولئك الذين سموا الطيبة غباء, والفكر غناء, ويتصورون أن هذا هو الدهاء, ويزيدهم بهاء, ويصدقون من يجاملهم بالثناء, ويعتقدون أن الهدم بناء, والكبر كبرياء, ويتخذون الجفاء مطاء, والعراء غطاء, بوضع قليل من الطلاء.

إن البيع غير الشراء, والهواء غير الهراء, والداء غير الدواء, والبلاء غير الإباء.

إني أعشق المساء, وخاصة في الشتاء, حين أدعو برجاء, وأناجي رب الأرض والسماء, أن يوفقني وإياكم سواء, وأن يديم الإخاء, ويبعد الأعداء, ويزيدنا نقاء وبهاء وصفاء, وأسأل الله لي ولكم دوام الازدهار والنماء, وأن يقرب منا الأتقياء, وأن يبعد عنا أهل الأهواء, إنه الكريم العظيم القادر على ما يشاء.