كلما رأيت راعي يسوق أغنامه تذكرت تلك القصه او الحكاية التي كانت جدتي تحكيها لنا ونحن متحلقين حولها والإتريك معلق في المرزح فيسرح الخيال ويتخيل أبطال الحكاية وكأنما هي شخوص حقيقيه تتحرك ولعل تلك الحكاية من الموروث الشعبي بمعنى نفس الحكايه مع إختلاف في الأسماء أو الأبطال في أماكن أخرى , تلك الحكايه تبدأ كما يلي :
تشرق شمس الصباح على القريه فيقوم الراعي متوكلا على الله فيسوق أغنامه إلى المرعى حاملا معة زاده وزوادته ومزماره ( الناي) وبينا هو جالس تحت شجر سيال هجم علية سبعه من الصوص وقاموا بتكتيفه وجمعوا قطيع أغنامه ثم أخذوا يتشاورون كيف يكون قتله , عندها لما سمع الراعي بأنه هالك طلب منهم أخر طلب قبل موته , فأجابوه لطلبه فأخذ مزماره ونفخ فيه بلحن شجيً وهم يستمعون له , فأنساب صوت الناي إلى أن وصل إلى القريه فسمعت أخت الراعي وإسمها هلاله اللحن حينها صاحت بأعلى صوتها تستنجد أهل القريه أن يغيثوا أخاها , إستغرب أهل القريه كيف عرفت أن أخاها في خطر فقالت إن اللحن الذي سمعت يقول :
هلاله يابلاله ناديلي في الرجاله سمحة تحت السياله وخذوا ثوبي ظلاله
فأسرع اهل القريه وأنقذوا الراعي وقبض على الصوص ونالوا جزأهم