قصيدة الرعيل الأول للشيخ سفر الحوالي/
ان كان دينُـك في الصبـابة دينـي
فـدع الحنـينَ إلى الـغواني العِيـنِ
ودع الطلولَ وذكرَهن ومــا حوى
مغنــى العُـذَيْب وواحَتَـيْ يَبْــرِين
وذر الطيوفَ وإن تعاقـب زَوْرُهـا
وتـوسلـت بنـواضـــــر وجفـــون
وأقـم هواك كمـــــــا أقـمتُ فإننـي
بعــــــت الصبـابةَ نــاجزاً بيـقيني
لي في المــــحبة شِرْعـةٌ مـورودةٌ
أعصــي الفؤادَ لـها ولا يـعصيني
شغـــــــفـت فـؤادي أمــةٌ مختـارةٌ
زَكِيَتْ بهـدي المصطفى المسنــون
فإمـامـــــــــهم خيرُ الأنـام وقرنُـهم
في الأمــــة العـصمـاءِ خيرُ قـرون
فلهم وَقَــفْتُ محبــــــــــتي وتتـيمي
ولهـم صـــــرفتُ علاقـتي وحنـيني
الســـــــــــابقـون لـكل خـيـر دائماً
والـجابرون مصـــــيـبةَ المـحزون
والقانتـون إذا النــــــجوم تَـغَـوَّرَتْ
وَسَــجَا الظــــلامُ بـروعةٍ وسكون
والصــابرون إذا الرمـاح تناوشـت
وتـزلزلت مـهـــــجٌ بريــب منــون
والشــاكرون بكـــــــل حـال نـابهم
والفـــــــائزون بـورد خيــر مَـعِيْن
رشـــفوا الحقائقَ من معين صـادق
نَـصِّ الكتاب وسـنـــــــةِ المـأمون
الـزهدُ منـــــــــــهـم آيــةٌ منشورة
والعلمُ مـا في الجـــوهــر المكنون
والنـصــــــر معـقود براية حربـهم
والـــــــذكر يَــغْذُوْهم بكـل هَتُـوْن
سـلكوا إلى الأخـرى الجهادَ جميعَهُ
وتــرفعوا عن فتنـــــــــة المفتـون
عــرفوا حقــــــارة كل عيش زائل
في جـنب جــــــنات ذواتِ فنــون
قـصموا الـطــغاة بـكل أبيض باتر
وسقـــــوا سنـانَ الأزرقِ المسنون
وبنـوا علـى العدل المتين أمورَهـم
إذ كـان أُسُّ الـظلــــمِ غيــرَ متين
المقسطــــون إذا وَلُـوا فِي حكمهم
والماحضـــونَ الحـقَّ نُـصحَ أمين
لا تســأمُ الدنيا حـــــلاوةَ ذكرهــم
مــن كـــلِّ ممتدح وكــــــلِّ أَذُونِ
صــــدعوا بنـورالحق آفاقَ الدُّنى
وغــــزوا نواصيَهـا بـكل صَفُـوْنُ
رفـــدوا الوجــودَ من الحياة برافد
أحيا رمـــيمَ مُـضــــــــــلَّلٍٍٍ ودفين
هــــــدي تخر لـه الجبال تواضعاً
ركـنٌ مـن الإخــــلاصِ جِـدُّ رَكِيْنِ
أخفـوا عـن المـــوتى حياةَ قلوبهم
وحلاوةَ ا لنجــوى وَفَيْـضَ عيون
فالنون في الـقاموس يسمــع قانتـاً
يبـكي ولــــكن لا يــرى ذا النون
لكـنّ نـورَ القـــــربِ أفشى سِرَّهم
مـن هالـة سطــــعت بـكل جبـين
ووضـاءةُ التقـوى تَزين وجوهَهم
صانوا الجميلَ ففاح طيبُ مصون
شهـدت عليهم في الدجى آثارُهـم
والنُّوْرُ أجلــــى شاهـدٍ لغصــون
شادوا على التقوى المساجدَ فازدهت
وقـوامُـــــها سعــفٌ أُنيط بطيـن
لكنـــهـا فــــاقت شموخَ سوامق
ورسـوخ أوتـــــادٍ ذواتِ قــرون
جـلّت مآثــــرهم وطـاب ثناؤهـم
في كـــل صرح للفـخار رصيـن
عــزفوا عن الدنيـا لنصرة دينهم
فأعــــــزَّ دنــياهم ظـهورُ الدين
سادوا الشعــوب بعدلهم فتحنَّفـت
طوعـاً وساســوهـا برأي فطين
هُمْ علموا الأمـمَ الحيـاةَ وأيقظوا
فِطَــــــرَ القـلوبِ بغــاية التبـيين
يمانهـم يــــزن الجبـالَ وأمـرُهم
شـورى وهـمتـــهم وراءَ الصيـن
الليل يحــــدوهـم لـرفع ضـراعة
مــــــن كـل كفٍّ بالعطـاء قمين
يتلون آي الـذكر ما سكن الـدجى
مـــــن ذي أزيـزٍ بينهـم وخنيـن
أنَّى دعا داعي الجهــــاد وجـدته
بالنفــس والأموال غيرَ ضنـيـن
خــرّت لعزمهـم الملوك فما نجـا
ناءٍ ولا مستـــــــعصـمٌ بعــريـن
ركبوا إليهم كــــلَّ أشقــر سابـحٍ
لـم يحفـــلوا بـمعاقلٍ وحصـون
واستنزلــوهم من مكامن عـزهم
مـن كل قصــر بالقلاع حصين
الــبرَُّّ يرميــــــــهم بـكـل كتيـبة
والبــــحـرُ يقـذفهـم بكـل سفـين
تالله ما باعوا الحـيـاة رخيـصةً
إلا بعَقْـدٍ ليــس بـالمــــــغبـون
أوذوا فما وهنوا وكان مصيرَهم
ما بـــــين أهـلِ شـهادة وسجين
مـن سار في الدنيا بغير طريقهم
أفضَت خطاه إلى العذاب الهون
مــــاذا تقول وقد تسامى قدرهـم
مهـــما أجدت وقلت في التأبـين ُ
يفنـى الفنـاءُ ولا يحــــيط بـحقهم
فلـهـم عليـنــــــا رقُّ كل مــدين
صـلّى عـليهم مصـطفيهم للورى
ما غردت ورقٌ بـزهو غصـون
...........................