بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة
لا أحد منا يحترم الآخر، أو يعترف بحقه في الاختلاف، فمنطق "من ليس معي فهو ضدي" يزرع الضغينة بين الناس ويفرض الرأي بالقوة، ويجبر الجميع على أن يتحولوا إلى قطيع بلا رأى أو رؤية.
أين ثقافة الاختلاف؟ تلك الثقافة التي تعني احترام كل وجهة نظر ورأي واختيار مخالف لآرائنا وأفكارنا وسماعه ومناقشته في أجواء يسود فيها الاحترام والهدوء وسعة الصدر، تحت شعار اختلاف الآراء والأذواق والأفكار في حد ذاته رحمة للأمة، ونعمة من نعم الله علينا، وبصيرة لا يفقهها إلا العقلاء، كذلك هو درجة من درجات التفكّر والتعقل، ولولا الاختلاف في أنماط التفكير وطرح الآراء لما تطور الإنسان.
فالحضارة والثقافة لدى الشعوب والأمم المتطورة قائمة على ثقافة الاختلاف، والعقلاء هم الذين يستفيدون من ذلك ليضيفوا شيئا جديدا على الفكر والمعرفة، وكما يقال "لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع"، والمثل الياباني الشهير يؤكد أنه "لا نقاش في الأذواق" والمنطق يؤيد ذلك بل ويحث عليه، فأصابع اليد ليست مثل بعضها، والاختلاف والتنوع مقبول وطبيعي، لكن الخلاف هو المشكلة، وللأسف الخلاف هو الذي يولد التباغض و التباعد ...
وتقبلوا احترامي ...