09-30-2006, 11:40 PM | #1 |
عضو مجلس الاداره ومشرف
تاريخ التسجيل: May 2006
الإقامة: جده
المشاركات: 1,679
|
صور قديمه..جداً ..حلقه جديده.
في ليلة من ليالي الشتاء المغلفة بالظلام والضباب والبرد والمطر ..ولد صاحبنا...وفرح به أبوه وفرحت أمّه..فرح أبوه لأنه ولد...وليس راعية غنم..كما درج القوم..على إطلاقه عندما تولد فتاة.. المهم...فرح أبوه لأنه سيساعده في حراثة الأرض وتزنيقها وسقيها وحمايتها من الطير وصرامها ودياس الصيف وتذريته..وعندما بلغ من العمر سبعة أيام سموه (منّاع) وطهروه.....وعَرَض أبوه بالجنبيه ...وهو يقول (عُلّها يا مطهّر عُلّها) أي بمعنى كرر العملية لمن فاته معنى القصيدة المبتور...والصغير المسكين لا يدري لماذا يريد أبوه تكرار العملية..وكان أبوه ينظر بفخرٍ إلى ( منّاع ) وهو يملا الحارة والقرية زعيقاً...ولم يبقى بيت في القرية إلا وجاء منه المهنئون ..وكل واحد يسمي على الولد ...والذي يقول أنه يشبه أبوه والذي يقول يشبه جده..والثالث يقول هو إلى الخال أقرب...والمسكين بينهم فاغر عن ضرس العقل ( عفوا ما بعد معه ضروس)...ولما بلغ مبلغ الرجال..(ومبلغ الرجال تلك الأيام من ست سنين وفوق...) حمّله أبوه الغَرب والدرّاجة..( الدّراجه زمان غير البسكليت) وحمل الأب باقي العِداد وقاد ثوره ومشى....وسار الصغير خلفه يقوم ويطيح من جور ما يحمل ولا يسمع من أبيه سوى عبارة ( خلّك رجال) ولا يدري الصغير لماذا لا يصير رجل إلا إذا حمل كل هذه الأثقال...ولو خير في تلك الساعة لأختار أن يكون مكان أخته...وأن تكون هي( الرجال)... إذا كان هذا يعفيه من هذا الحمل.. وعندما بلغ الوادي ووصل إلى البئر التي يعرفها الصغير...ولكن لجور ما كان يحمله...خيل إليه أن المسافة قد طالت... وصل الأب وركب عِداده ...وعلّم الصغير كيف يكون السوق...وأخذ مسحاته وذهب ينتظر الماء...وبدأ المشوار المتكرر للثور ( عل.... هو ) من القف إلى الرداعة...والرداعة هذه كان عبارة عن أحجار توضع في آخر المجرّة كي تردع الثور فلا يتعداها من أجل هذا سميت رداعة... وفي وقت الضحى جاءت أم ( منّاع) حاملةً طعام الإفطار في ( المحصل)....(وهو طبق مصنوع من جريد النخل وسعفه) وفي وسطه طاسة المعرّق وحولها قرصان الملعقة ( القرصان الحقيقيه وليس عضونا قرص الملعقه) وبيدها دلة القهوة فقد كان الشاي في ذلك الزمن ترفاً بالغاً.. عندها توقف العمل وأطلق الأب ثوره وقعدوا تحت المشمشة.. يتناولن طعام الإفطار في شهيةٍ طيبه والثور بجوارهم ورأسه مدفون في قفّة العلف...عندها نظر الأب لابنه بحنان وقال لزوجته...سمعت أنهم سيفتحون مدرسه في (دار السوق)..(بالجرشي) وإن شاء الله سوف (أدخل منّاع) فيها ...يتعلم ويقرأ القرآن ويغدي كما عريفتنا ( الكتره ) ( إقتبست هذا الإسم من تأريخ العرافه في قرية المصنعه التي تضمنها بحث اللوا م عبد الناصر)ونكمل لكم الحكاية إن كان في العمر مهله وأسلموا لمحبكم.. |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|