--------------------------------------------------------------------------------
رفقاًبالخدم
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً» [رواه البخاري]،
فلنا وقفات مع حقوق الخدم قد أهدرها الكثير منّا، فرأيت أن أذكرها لنصر المظلوم
برفع الظلم ونصر الظالم بإبعاده عن ظلم غيره ...
فلك أخي ولكِ أختي هذه الوقفات:
الوقفةالأولى:
وهي وقفة تأمل بأحوالهم ولماذا عملوا بهذه الأعمال:
• شدة الفقر.
• مرض أحد أقاربه (أمه أو أبيه أو أحد أبنائه أو شخص عزيز).
• الحروب والكوارث.
• لإطعام من تحت أيديهم في بلادهم الفقيرة.
• أو لمصيبة حلت له من مصائب الدنيا سوى ما ذكرنا.
الوقفةالثانية:
استقدم المسلمين من الخدم لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«أخرجوا المشركين من جزيرة العرب» [رواه البخاري]،
ولكي تنفع أخاك بالعمل لديك وحتى لا يعمل عند غير المسلمين ممن يفتِنون المسلمين بدينهم.
الوقفةالثالثة:
احذر ظلمهم فبذلك إثم عظيم فقد قال تعالى:
{مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر:18]،
قال ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين: " أي أنه يوم القيامة، لا يجد الظالم حميماً
أي صديقاً ينجيه من عذاب الله، ولا يجد شفيعاً يشفع له فيطاع،
لأنه منبوذ بظلمه وغشمه وعدوانه " أ.هـ،
فمن الناس من يضربهم ويعذبهم على أمور حقيرة لا تذكر، أو غيرها من أنواع الظلم المعروفة،
وهذه الأعمال تجعله يفكر في الإنتقام منك عن طريق أهلك أو أبنائك أو يدعو عليك
فكلا الأمرين عاقبته وخيمة.
فائدة: إذا وقع الظلم فكيف يكفر الإنسان عن خطئه؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من كانت عنده مظلمة لأخيه، من عرضه أو من أي شيء،
فليحتلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته،
وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه» [رواه البخاري].
الوقفةالرابعة:
احذر دعوة الخادم إذا ظلمته لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» [متفق عليه].
الوقفةالخامسة:
احذر أكل أموالهم بالباطل،
مثال ذلك: أن يتفق على إعطائه مبلغاً من المال ووقت الدفع لا يعطيه كاملاً، فمنهم من يعلل
بأن المبلغ كثير على من جاء من بلد فقير، ومنهم يعلل بعدم إنجازه العمل على أكمل وجه
! سبحان الله! وهل هم إلا بشر يصيبون ويخطئون،
وعن النبي صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة:
رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً
فاستوفى منه ولم يعطه أجره» [رواه البخاري].
الوقفةالسادسة:
لا تتأخر بصرف رواتبهم، وقد ذكرنا مدى حاجتهم لها
لشراء الطعام أو الدواء مما لا يمكن تأخيره، ولو قُدِّر أن تأخرت رواتبنا أيام لتذمرن
ا وتظلمنا، فكيف من يأخر رواتبهم لشهور عدة!!! وكيف بالذي لا يعطيهم أجورهم!
فلنتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أعطِ الأجير أجره قبل أن يجف عرقه» [رواه ابن ماجة والحديث حسن].
الوقفةالسابعة:
تجنب أن تكلفهم ما لا يطيقون خاصة في شهر رمضان المبارك،
حتى يتسنى لهم اغتنام الفرصة بالتفرغ للعبادة، وقد تزيد المشقة عليه في وقت صومه،
وامتثل لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال:
«ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم» [رواه البخاري].
الوقفةالثامنة:
أطعمهم مما تأكل لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«فليطعمه مما يأكل» [رواه البخاري].
الوقفةالتاسعة:
ألبسه مما تلبس لقوله صلى الله عليه وسلم:
«و ليلبسه مما يلبس» [رواه البخاري]،
فلا تلبسه الثياب الممزقة أو التي لا تلبس لقدمها أو انتهاء صلاحيتها،
أو الثياب الذي تعرضه للبرد في فصل الشتاء.
تنبيه: بعض الناس يأمر خادميه لبس غير شرعي ليتفاخر به،
وهل الخادم من الأشياء الجائز التفاخر بها!!!
الوقفةالعاشرة:
لا تسبهم ولا تلعنهم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيّ» [صحيح الجامع].
الوقفةالحاديةعشر:
لا تحتقر الخدم لفقرهم أو ضعفهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«بحسب أمرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم» [رواه الترمذي وصححه الألباني]،
قال ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين: "يعني لو لم يكن من الشر للمسلم
إلا أن يحقر أخاه ويستصغره ويستذله لكان كافياً في الإثم، والعياذ بالله، وفي هذا التحريم
أعظم زاجر من احتقار أخيك المسلم وأن الواجب عليك أن تحترمه وتعظمه بما فيه من الإسلام والإيمان". أ هـ،
وإن كان لديك خادم غير مسلم فلا يحل لك ظلمه، ولكن لك أن تحتقر دينه وشركه بالله.
الوقفةالثانيةعشر:
قد تصيبه مصيبه من مصائب الدنيا ويحتاج إليك ولمساعدتك
بمال أو غيرها مما تستطيع، فأعنه لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه» [رواه مسلم].
الوقفةالثالثةعشر:
عليك توفير المسكن الآمن، الذي يقيه من البرد أو المطر أو حرارة الشمس،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته» [متفق عليه].
الوقفةالرابعةعشر:
التمس له العذر إذا أخطأ وتجاوز عنه واغفرله، فقد يكون منشغلا بالتفكير
بأهله وأبنائه البعيدين عنه، أو بأي مصيبة مما ذكرنا، وكل إنسان معرض للخطأ،
والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: «من لا يَرحم لا يُرحم ومن لا يَغفر لا يُغفر» [صحيح الجامع]،
وعن عبدالله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟، فصمت، فلما أعاد عليه الكلام فصمت فلما
كان في الثالثة قال: «اعفو عنه في كل يوم سبعين مرة»[السلسلة الصحيحة]
الله أكبر!! فمنا من لا يعذره إذا أخطأ خطأً واحداً، وبمدة طويلة ليست يوماً واحداً.