حلقات من الماضي في قريتي

[الحلقة 3 صورة من التلاحم في الماضي]
يحكيها أبي عن جده قال

كنا في الزمن الماضي ( عٌصبه ) بضم العين
من حنكة الآباء والأجداد حتى في كلامهم تجد الشمول

من خلال هذه الكلمة نتذكر مقولة تقول خير الكلام ما قل ودل

حتى لا نخرج عن الموضوع

قال كنا عصبة في ماذا ؟ المأكل والمسكن والمشرب ( ينطبق عليهم اذا اشتكى منهم عضو تداعى باقي الجسد للسهر والحمى ) من ماذا من معنى هذه الكلمة العصبة فهم في حال الفرح واحد وفي حال الحزن واحد
لا ينام بينهم جائع ولا يعود من السفر غريب الكل اهله يفرحون بمقدمه ويحزنون لسفره

من يعلو شأنه بينهم تعلو مكانتهم كلهم ومن يصيبه مكروه يصيبهم جميعا

من بعض ما قيل والبعض يعرف هذا
يقول كان في الزمن الماضي حروب تدار بين القرى وكان لكل قرية اناس يحاربون عنها واناس يحرسونها

ويقول كان من يريد الزواج يسعون كلهم لذلك بتوفير المال والمسكن من القريب والبعيد فهم يساعدون في بناء البيت ومن ذلك ( الطينة ) واستشهد لكم بهذا المشهد لتصوير مدى التلاؤم والتقارب وهي الطينة

سأطرح بعض افكارها ( الطينة تعني صب سطح المنزل ولاكن بالطين فيذهب نساء القرية ليجمعوا نوع من العشب يوضع فوق البٌطن والبٌطن هو خشب من اشجار العرعر توضع فوق جدارين من الاعلى ثم يوضع هذا العشب وهو العرفج ويحضر الرجال التراب وهو عباره عن تربة طينية ثم يحضر النساء الماء في يوم الطينة
ويجتمع الجميع لصب هذا المنزل تخيل اخي العزيز تلاحم الجميع لهذا العمل

يقومون في وقت واحد منهم من يحضر الماء ومنهم من يبداء بعجن الطين ومنهم من يضع العرفج ومنهم يحضر بعض الحجاره وهناك اخرون يعدون الاكل للجميع
مشهد رائع مشهد تدمع العين لفقدان تلاحمه في هذا الزمن انها منظومة متكاملة قوامها الحب

يقول نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]