أصبح العنف ظاهرة متنامنية بشكل مخيف فى العالم، وأخطره العنف الموجه ضد أصغر وأضعف أفراد المجتمع وهم الأطفال، ولذلك فقد كلفت الأمم المتحدة أمينها العام بإعداد دراسة متعمقة حول ظاهرة العنف ضد الأطفال وتم اعلان الشبكة الدولية لخطوط النجدة "CHI" فى عام 2003 فى أمستردام برئاسة لجنه الأمم المتحدة لحقوق الطفل وتعمل مع 90 خط نجدة فى 79 دولة تخدم الأطفال والشباب.
وخط النجدة للأطفال هو خط هاتفى يقدم المعونة الطارئة ويخلق رابطة مع الأطفال لتقديم خدمات طويلة الأمد. كما يوفر خط النجدة للأطفال والشباب فرصة للتعبير عما يقلقهم والحديث عن موضوعات تؤثر فيهم بشكل مباشر، وهو يؤسس بناء على معتقد راسخ أن للأطفال حقوقا، كما لديهم القدرة على تحديد مشكلاتهم.
وتسعى تونس إلى تركيز هذه المنظومة الجديدة بدعم من الهيئات المختصة فى الطفولة، حيث عقدت الجمعية التونسية لحقوق الطفل والشبكة الدولية لخطوط نجدة الأطفال مؤخرا يوما دراسيا حول تطوير منظومة حماية الطفل بتونس من خلال تأسيس خط نجدة للأطفال فى تونس.
وحضر هذا اليوم الدراسى ممثلون عن الهيئات المختصة فى الطفولة بتونس ونافلة معانى مديرة برنامج خط النجدة للطفل فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبسام عيشة خبير لدى اليونيسيف ومنظمة الأمم المتحدة فى مجال حقوق الطفل.
واستعرض فى هذا اليوم واقع حماية الطفل فى تونس، والتعريف بالشبكة الدولية لخطوط نجدة الأطفال، إضافة إلى النقاش لتفعيل التجربة الدولية فى تونس.
الرعاية والحماية
يُشار إلى أن تونس بدأت مبكرا الاطلاع على التجارب الدولية حيث طورتها بما يتماشى ومتطلبات المجتمع التونسى وخصوصياته من ذلك مجلة حماية الطفولة.
كما كشفت تقارير المنظمات الدولية بخصوص الطفولة المبكرة، أن تونس أولت عناية فائقة بهذه الفئة حيث تم فى هذا الصدد إعداد برنامج يرمى إلى تطوير التربية قبل المدرسية وذلك بالترفيع فى نسبة التغطية برياض الأطفال وتعميم هذا الصنف من المؤسسات فى مختلف الجهات وخاصة فى المناطق الريفية وفى الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية المرتفعة، إضافة إلى تحسين مستوى خدمات هذا القطاع عن طريق مراجعة البرامج المعتمدة وتكوين منشطى رياض الأطفال.
وتسعى تونس إلى الانضمام للشبكة الدولية لنجدة الأطفال باعتباره من المنظومات التى تكرس حق الطفل وتحميه من أشكال العنف المسلط ضده بما أنها بلد كرست حقوق الأفراد واعتبرت الطفل جزءا من المجتمع يجب رعايته والإحاطة به وضمان العيش السليم له.
إنصات وتوجيه
من أهداف خط نجدة الأطفال: حماية الأطفال من العنف الموجه إليهم سواء كان مادياً أو معنوياً، وتقديم الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية للطفل، وتأهيل الأطفال المتسربين من التعليم وعلاج اسباب هذه المشكلة.
إضافة إلى تقديم الخدمات المناسبة لذوى الاحتياجات الخاصة وتقديم المساعدات المالية وتسهيل القروض لأسر الأطفال المعوزة من خلال التضامن الاجتماعي.
ويستهدف الخط الأطفال فى الفئة العمرية الأقل من 18سنه طبقاً لقانون الطفل.
تحتاج أنواع المكالمات المختلفة إلى ردود مختلفة من خط النجدة، ففى الدول المتقدمة تقوم معظم خطوط النجدة على الرد على المكالمة من خلال تقديم المشورة للطفل وتوجيهه لاتخاذ القرار بنفسه، وعندما يتضح أن له حاجات خاصة لا يمكن لخط النجدة أن يوفرها، يتم توجيهه إلى الجهات الملائمة التى توفر له هذه الحاجات. وتتحمل الجهة المسؤولة عن خدمات الطفل القائمة مسؤولية متابعة وتوفير تلك الحاجات الخاصة له.
وفى بعض الدول لا يقتصر دور خط النجدة للأطفال على الرد على مكالماتهم وإرشادهم وتوجيههم إلى الجهة المعنية بتقديم الخدمة المطلوبة، بل يكون عليهم مهمة إضافية من ذلك إزالة الخطر عن الطفل أو إخراجه من حالة طوارئ يتعرض إليها.
وقبل أن يقوم الأطفال بالاتصال عليهم أولا أن يتعرفوا على الخدمات التى يقدمها وفهم ما يمكن لخط النجدة أن يوفره لهم. كما يجب أن يعرفوا كيف يمكن الوصول إلى خط النجدة وأين، ومن هنا تصبح أنشطة وصول الخدمات وزيادة الوعى بها أحد العناصر الأساسية فى خط النجدة، إضافة إلى ضمان الحصول على تلك الخدمات وتأمينها لجميع الأطفال بمن فيهم الفئات المهمشة.
__________________
أناَ ليْ قلبُ ماَيحُــقـَـدْ.., ولاَيحُسَد.., ولاَ
يغَـــتُـــاَبـ ..
لإنْ النَاسْ مَن تُخطيْ لهاَ رب يجُاَزيـــٌــهـاَ..
ولاَ اندُمْ علَىْ البَايـُعْ ولاَ احُــزَنْ عـُـلىْ اللَعــُـاَبـ ..
وناَس ٍ ماَتقُـــدرَنيْ
أطنَــشُهاَ..واجُاَفيـهُـــــُـاَ }..