مالك بن الريب بن حوط التميمي
كان مالك شابا شجاعا فاتكا لاينام الليل إلا متوشحا سيفه.
هجا الحجاج فطلبه فهرب وتصعلك واستغل قوته في قطع الطريق هو وثلاثة من أصحابه.
وفي يوم مر عليه القائد سعيد بن عثمان بن عفان اين الخليفة الراشد (وذلك في عهد معاوية ابن ابي سفيان) رضي الله عنهم أجمعين وهو متوجه لإخماد تمرد في خراسان ؛ فعرض عليه الجهاد في سبيل الله بدلا من قطع الطريق ، فاستجاب مالك لنصح سعيد وذهب معه وأبلى بلاء حسنا.
وفي طريق عودته الى وادي الغضا في نجد (وهو مسكن اهله) لدغته افعى ـوقيل عقرب ـ عند لبسه لحذائه وهو في مرو بخراسان فمرض ورأى نفسه مقبلا على الموت
فقال هذه القصيده الرائعة يرثى بها نفسه
_________________________________________
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلــــة ****بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه****وليت الغضا ماشى الركاب ليالـيـا
لقدكان في أهل الغضا لو دنا الغضا **** مزار ولـكـن الغضا ليس دانـيــا
ألم ترني بعت الضلالة با لــهـــدى ** وأصبحت في جيش ابن عفان غازيـا
و أصبحت في أرض الأعادي بعدما *** أراني عن أرض الأعادي قاصيا
دعاني الهوى من أهل ودّي وصحبتي ** بذي الطبسين ، فالتفت ورائـيــا
أجبت الهوى لما دعاني بزفـــرة ***** تقنعت ، منها أن ألام ، ردائـيــا
أقول وقد حالت قرى الكرد بينـنا *** جزى الله عمرا خير ما كان جازيـا
إنْ الله يرجعني من الغزو لا أرى *** وإن قلّ مـالي طالبا ما ورائــيــــا
تقول ابنتي لما رأت طول رحلتي ****** سفارك هذا تاركي لا أبا ليا
لعمري لئن غالت خراسان هامتي *** لقد كنت عن بابي خراسان نائـيـا
فإن أنج من بابي خراسان لا أعد ****** إليها و إن منيتموني الأمانيا
فلله دري يوم أتـرك طائـعـا ******* بنـيَّ بأعلـى الرقمتين ، ومـالـيـا
ودر الظباء السانحات عشـيــة ******* يخبّرن أنــي هالك من ورائيا
ودر كبـيريَّ اللذين كلاهـمــا ******** عليَّ شفيق ناصح قد نـهانـيـا
و در الرجال الشاهدين تفتكي ******* بأمري ألا يقصروا من و ثاقيا
ودر الهـوى من حيث يدعو صحابه ***** ودر لجاجاتي ودر انتهائـيـا
تذكرت من يبكي علي فلم أجـــد **** سوى السيف والرمح الرديني باكيا
واشقر خنذيذ يجر عنانه ******** الى الماء لم يترك له الدهر ساقيا
ولكن بأطراف السمينة نسوة ********* عزيز عليهن العشية ما بيا
صريع على أيدي الرجال بقفرة ******يسوون قبري حيث حم قضائيا
ولما تراءت عند مروٌ منيّتي ******* وخلّ بها جسمي وحانت وفاتيا
أقولُ لأصحابي ارفعوني فإنني ******** يقرُّ بعيني إن سهيل بداليا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا ******** برابية إني مقيم لياليا
أقيما علي اليوم أو بعض ليلةٍ ******** ولا تعُجلاني قد تبيّن مابيا
وقوما إذا ما استُل روحي فهيئا ****** لي القبر و الأكفان ثم ابكيا ليا
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي ****** وردّا على عيني فضل ردائيا
ولا تحسُداني بارك الله فيكُما*** *من الأرض ذات العرض ان توسعا ليا
خُذاني فجُرّاني ببردي إليكما ******** فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا
وقد كنت عطّافاً اذا الخيل أحجمت *** سريعاً لدي الهيجا إلى من دعا نيا
وقد كنت محمولا لدى الزاد والقرى ****وعن شتم ابن العم والجار وانيا
وقد كنت صبارا على القرن في الوغى** ثقيلا على الاعداء عضبا لسانيا
فطورا تراني في ظلال و نعمة ****** و يوما تراني و العتاق ركابيا
وطورا تراني في رحى مستديرة ******* تخرق أطراف الرماح ثيابيا
وقوما على بئر الشبيكي فأسمعا *** بها الوحش والبيض الحسان الروانيا
بأنكما خلفتماني بقـفـرة ********** تهيب عليّ الريح فيها السوافيا
ولا تنسيا عهدي خليلاي إنني ********تقطع أوصالي وتبلى عظاميا
فلن يعدم الولدان بثا يصيبهم ******* ولن يعدم الميراث مني المواليا
يقولون لا تبعد و هم يدفنوني ********* و أين مكان البعد إلا مكانيا
غداة غدٍ يا لهف نفسي على غد ****** إذا أدلجوا عني و خلفت ثاويا
و أصبح مالي من طريف و تالد **** لغيري و كان المال بالأمس ماليا
فياليت شعري هل تغيرت الرحى ** رحى الحرب أو أضحت بفلج كما هيا
اذا القوم حلوها جميعا وأنزلوا ******** لها بقرا حم العيون سواجيا
وعين وقد كان الظلام يجنها ********يسفن الخزامى نورها والاقاحيا
وهل ترك العيس المراقيل بالضحى *******تعاليها تعلو المتون القيافيا
اذا عصب الركبان بين عنيزة ******وبولان ، عاجوا المنقيات المهاريا
وياليت شعري هل بكت أم مالك ******* كما كنت لو عالوا نعيك باكيا
إذا مت فاعتادي القبور وسلمي ***** على الرمس أسقيتي الغمام الغواديا
تري جدثا قد جرت الريح فوقه ******** غبارا كلون القسطلاني هابيا
رهينة أحجار وترب تضمنت ********* قرارتها مني العظام البواليا
فياراكبا إما عرضت فبلغن ********** بني مالك و الريب ألا تلاقيا
ؤبلغ أخي عمران بردي ومئزري ***** وبلغ عجوزي اليوم أن لا تلاقيا
وسلم على شيخيّ مني كليهما ********وبلغ كثيرا وابن عمي وخاليا
و عطل قلوصي في الركاب فإنها ******* ستفلق أكبادا و تبكي بواكيا
بعيد غريب الدار ثاو بقفرة ********* يد الدهر معروفا بأن لا تدانيا
أقلب طرفي حول رحلي فلا أرى ***** به من عيون المؤنسات مراعيا
وبالرّمل مني نسوةًّ لو شهد نني ******* بكين وفدّين الطبيب المداويا
فمنهن أمّي وابنتاها وخالتي ********* وباكية أخرى تهيج البوا كيا
وما كان عهد الرّمل مني وأهلهِ ****** ذميماً ولا بالرّملِ و دّعت ُ قاليا