بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا...
أيها الاحبة الكرام لن ينسى تاريخ الادب الزاخر ماكتبه أبوالحسن التهامي في رثاء إبنه في القصيدة المشهورة ففي كل بيت من القصيدة تلتمس أيه القارئ الكريم صدق عاطفة الشاعر.
والرثاء كما قيل هوصاحب العاطفة الصادقة وخصوصا منه رثاء الأموات...
وإني لاأريد أن أطيل عليكم فسوف أترككم مع أبيات التهامي لكن كلي رجاء أن تقرؤوها كاملة..
القصيدة/
حكم المنية في البرية جار … ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا ترى الإنسان فيها مخبراً … حتى يرى خبراً من الأخبار
طبعت على كدر وانت ترومها … صفواً من الاقذار والاكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها … متطلب في الماء جذوة نار
والعيش نوم والمنية يقظة … والمرء بينهما خيال ساري
والنفس إن رضيت بذلك أو أبت … منقادة بازمة المقدار
فاقضوا مآربكم عجالاً إنما … أعماركم سفر من الأسفار
وتركضوا خيل الشباب وبادروا … إن تسترد فإنهن عوار
فالدهر يشرق إن سقى ويغص ان … هنى ويهدم ما بنى ببوار
ليس الزمان وإن حرصت مسالماً … خلق الزمان عداوة الأحرار
يا كوكباً ما كان أقصر عمره … وكذاك عمر كواكب الأسحار
وهلال أيام مضى لم يبتدر … بدراً ولم يمهل لوقت شرار
عجل الخسوف عليه قبل اوانه … فغطاه قبل مظنة الابدار
فكأن قلبي قبره وكأنه … في طيه سر من الأسرار
ان يحتقر صغر فرب مفخم … يبدو ضئيل الشخص للنظار
إن الكواكب في علو محلها … لترى صغاراً وهي غير صغار
ولد المعزى بعضه فإذا انقضى … بعض الفتى فالكل في الأدبار
أبكيه ثم أقول معتذراً له … وفقت حيث تركت الام دار
جاورت أعدائي وجاور ربه … شتان بين جواره وجواري
ولقد جريت كما جريت لغاية … فبلغتها وأبوك في المضمار
فإذا نطقت فأنت أول منطقي … وإذا سكت فإنت في اضماري
لو كنت تمنع خاض دونك فتية … منا بحار عوامل وشفار
قوم إذا لبسوا الدروع حسبتها … سحباً مزورة على اقمار
وترى سيوف الدار عين كأنها … خلج تمد بها اكف بحار
من كل من جعل الظبي انصاره … وكرمن فاستغنى عن الانصار
واذا هو اعتقل القناة حسبتها … صلا تأبطه هزبر ضاري
يزادد هما كلما ازددنا غنى … والفقر كل الفقر في الاكثار
اني لارحم حاسدي لحرما … ضمنت صدورهم من الاوغار
نظروا صنيع الله بي فعيونهم … في جنة وقلوبهم في نار
أيها الاحبة وجدت أن من القصائد الرثائية الرائعة للمعاصرين قصيدة فضيلة الشيخ د.سلمان بن فهد العودة-حفظه الله-فالشيخ وأبوالحسن قد اشتركا في نفس العلة وهي أن كلاهما يرثي ابنه وكلا القصيدتين رائعتين.
أيها الاحبة لاأريد أن أطيل عليكم .
إليكم القصيدة/
وداعا حبيبي لالقاء إلى الحشر....وإن كان في قلبي عليك لظى الجمر
صبرت لأني لم أجد لي مخلص....إليك وما من حيلة لي سوى الصبر
تراءاك عيني في السرير موسدا....على وجهك المكدوم أوسمة الطهر
براءة عينيك استثارت مشاعري....وفاضت بأنهار من الدمع في شعري
وكفاك حينما تعــبثان بلحيتي....وحينا على كتفي وحينا على صدري
أرى فمك الحلو المعطر في فمي....كما اعتدت هذا الحب من أول البر
تحاصرني ذكراك يا ساكن القبر....وتجتاح أعماقي وإن كنت في الأسر
أراك جميلا رافـلا في حريرة....بمعشبة فيحاء طيبة النشر
وتفرحني أطيافك الخضر إن بدت....مضمخةعطرا لأطيافك الخضر
وألعابك اشتاقــت إليك وهالها....غيابك عنها ميت وهي لا تدري
يتامى يكسرن القلوب هوامــد....ولما يصل أسماعها فاجع السر
حبيبي في شعبان ألفيت زائرا....طروبا إلى لقياي مبتسم الثغر
فعدت بحجري والسرور يلفني....وشنفت سمعي تاليا سورة العصر
أراك تعزيني بها وتلومني على....جزع تخشاه من جانب الدهر
تمنيت لو تغني الأماني نظرة....إلى جسد ذاو يغرغر بالسدر
تمنيت حتى وقفة عند نعشه....ترد إلى نفسي الذي ضاع من صبري
تمنيت ما نالت ألوف توجهت....إلى ربها صلت عليك مع العصر
تمنيت كفا من تراب أحثها....على قبرك الميمون طيب من القبر
أبا طارق جل المصاب لفقدكم....ثمانية زهر كما الأنجم الزهر
كأنكم اخترتم زمان رحيلكم....بعيد صلاة الليل والصوم والذكر
غسلتم بصافي الدمع صافي قلوبكم....يشعشع فيها النور كالكوكب الدر
أسأل الله جل وعلا أن يرحم جميع موتى المسلمين...
ختاما أتمنى من كل من قرأ الموضوع أن يعلق عليه بالشئ الذي رآه فيه...
هذا وأسأل الله جل وعلا أن يغفر لي ولكم وجزاكم الله خيرا،،،
كتبه: عبدالله بن جالية
30/8/1428